روس يعود إلى الخدمة في مهمة مستحيلة لكنها مدرة للدخل مساء الجمعة الماضي نشرت وكالة الأنباء الفرنسية تحليلا سياسيا أكدت فيه أن الدبلوماسية الجزائرية تواجه اختبارا صعبا بعد تبني مجلس الأمن الدولي قرارا لصالح المغرب في قضية الصحراء ، ينضاف إلى العلاقات المضطربة للجزائر مع جيرانها و مع فرنسا. المقال التحليلي ل (أ.ف.ب) يوضح أنه على الرغم من تأكيد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف بأن المغرب لم ينجح في فرض الحكم الذاتي كحل حصري للقضية الصحراوية فإن قرار مجلس الأمن وفق سابينا هينبيرغ، الخبيرة في معهد واشنطن يمثل انتكاسة للدبلوماسية الجزائرية بالنظر للتحديات العديدة التي تواجهها الجزائر. المدير التنفيذي لمعهد واشنطن الذائع الصيت (The Washington Institute) روبرت ساتلوف أكد بدوره أن تبني مجلس الأمن الدولي لقراره التاريخي حول الصحراء المغربية يشكل تتويجا للجهود الدبلوماسية الموصولة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. السيد ساتلوف قال في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء: «إنه نجاح مذهل. الأمر يتعلق حقا بمجهود ذي نفس طويل تم تحت قيادة جلالة الملك وسانده كافة الفاعلين السياسيين، والحكوميين والاقتصاديين». الخبير الأمريكي أوضح أن قرار مجلس الأمن رقم 2797، الذي يكرس المبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها الأساس من أجل التوصل إلى أي حل، يقدم «دعما واضحا للمقاربة التي تبناها المغرب» من أجل التسوية النهائية للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية وأضاف قائلا : «إنه اختراق كبير حققه المغرب، يعكس سنوات من الجهود الدبلوماسية على أرض الواقع من أجل كسب الدعم، بلدا تلو الآخر، وعاصمة تلو الأخرى»، مشيرا إلى أن هذا المنعطف الحاسم الذي شهده ملف الصحراء المغربية يجسد أيضا «الشراكة الراسخة مع الولاياتالمتحدة»، حاملة قلم قرار مجلس الأمن والعضو الدائم المؤثر. مجلة لوبوان الفرنسية أفردت نهاية الأسبوع لموضوع النظام الجزائري في مواجهة التحديات الإقليمية و الدولية المتسارعة تقريرا ضافيا أبرزت فيه فشل القيادة الشائخة بقمة السلطة الجزائرية في مجاراة التطورات والتغييرات المتسارعة بالمنطقة وعجزها بفعل تشبثها بشعارات ثورية مستهلكة عن تجاوز واقع المواقف السياسية والدبلوماسية المتصلبة و التي تحولت إلى دافع رئيسي لتفسير شلل المنطقة المغاربية وإعاقة تطورها المشترك . النظام الجزائري الذي يوجد في حالة صدمة منذ اعتماد مجلس الأمن الدولي قبل عشرة أيام بالأغلبية الساحقة لأعضائه للقرار 2797، يحاول بكل الوسائل المتاحة تبخيس المكاسب الدبلوماسية للمملكة المغربية في ملف الصحراء و تسويق خطاب إعلامي بمعلومات مضللة للجزائريين تقلب الحقائق وتلتف عليها بشكل مغرض وشيطاني، الجزائرالمجروحة في كبريائها المرضي لجأت، بعد تورط عميلها السابق جون بولطون في متاعب قضائية ببلاده أمريكا جردته من كل مصداقية أو شرف مهني، إلى خدمات الوسيط الأممي السابق كريستوفر روس لترميم ما يمكن ترميمه من سمعة مرغها القرار الأممي الأخير في الوحل وقدرة على المناورة شلها فشل اللوبي الانفصالي بكل الإمكانيات والمغريات التي وفرتها خزينة عائدات النفط الجزائري في تحقيق أي انتصار رمزي طيلة السنوات الأخيرة في مواجهة الاكتساح الدبلوماسي المغربي . كريستوفر روس المبعوث السابق للأمم المتحدة للصحراء الذي قضى ثماني سنوات في منصبه دون أن يحقق أي تقدم في مسار المسلسل السياسي الأممي لملف النزاع الإقليمي المفتعل، غير التصريحات المنحازة والسلوكات المستفزة للمغرب و محاولاته الحثيثة لتطويع المسار الأممي لصالح البوليساريو والجزائر، التزم الصمت لسنوات طيلة الفترة التي كان فيها مواطنه جون بولتون يضطلع بمهمة الدفاع عن الطرح الانفصالي وقيادة جهود «اللوبيينغ» الانفصالي انطلاقا من العاصمة الأمريكيةواشنطن أين يدير برأسمال جزائري مكتبا للاستشارات النفطية، عاد الى الواجهة الإعلامية لتعويض مواطنه بولتون الذي تحول الى ورقة ضغط مستهلكة وغير منتجة في المنظور الجزائري . روس الذي قاد بتمويل جزائري ربيع 2019 ، سنتين بعد اعفائه من مهام الوساطة في ملف الصحراء نتيجة سحب المغرب الثقة منه، وفدا من طلاب جامعة هوبكينز التي يدرس فيها الى مخيمات تندوف، نشر قبل أيام مقالا لصالح الجزائر وصنيعتها البوليساريو و الذي تنبأ بفشل القرار الأممي في تحقيق تقدم في مسار التسوية السياسية للنزاع، لأنه حسبه يلغي خيار تقريرالمصير ويعتبر مجرد خطوة إلى الوراء على الرغم من ادعاءات مؤيديه . روس أشرف أيضا قبل أربع سنوات على حملة ممولة من طرف سفير الجزائربواشنطن لجمع توقيعات عشرة أعضاء بمجلس الشيوخ على عريضة موجهة الى كاتب الدولة الأمريكي في الخارجية أنطوني بلينكين تطالبه بإضافة مراقبة حقوق الانسان الى التفويض الأممي لبعثة . كريستوفر روس في عقد الثمانينات من عمره ما زال يحن لعهد كانت فيه الجزائر تشتري بملايين الدولارات ولاء وأصوات دبلوماسيين ومندوبي دول، يعتبر أن القرار الذي فرضته أمريكا على مجلس الأمن الدولي قاصرو غير ناجع لأنه استبعد مقترح جبهة البوليساريو الذي يتمحور على استفتاء بثلاثة خيارات . روس الوسيط الفاشل والمقال ينوب اليوم عن النظام الجزائري في محاولة انتحارية أخيرة لاقناع البيت الأبيض بأن المراهنة على خطة الحكم الذاتي المغربية كحل للنزاع المصطنع من شأنه أن يعرض المنطقة لما يصفه روس بتصاعد التوتر و التهديدات الخطيرة للسلام والاستقرار. روس الذي شغل منصب سفير لأمريكابالجزائر في عز الطفرة البترولية لهذا البلد المغاربي أين أبرم عشرات الصفقات النفطية لفائدة شركات أمريكية، يلعب اليوم آخر الأوراق المكشوفة لدفع إدارة الرئيس ترامب لتخفيف الضغط الدبلوماسي والسياسي المسلط على النظام الجزائري ولانتشال حكام الجزائر من مأزق الانضمام الإرادي إلى قائمة الأنظمة المارقة التي تدعم الإرهاب الدولي إذا تمادى نظام قصر المرادية في سلوك احتضان و دعم مشروع انفصالي بآفاق إرهابية.