قبل رحيله بأقل من سنة، كنت أزوره في بيته الرحب الشاسع الكائن بحومة الزيتونة، وهو البيت الذي سكنه قبله الشيخ محمد بن الصديق الغماري، مؤسس الزاوية الصديقية الدرقاوية.
وكان عند كل زيارة يستقبلني بانتشاء وفرح في الطابق العلوي الذي تطل نوافذه الخشبية (...)
لم أعرف شخصا في حياتي، يحمل في قلبه حبا لطنجة وحسرة عليها مثل خاي احمد أَوْ أَوْ، وكنت أستغرب كيف ظل إلى حين رحيله يجهر لمن يطمئن إليه بأن الحال سيصير غير الحال، وأن هجوما كاسحا قد حان إليها وعليها لرهط المجانين والمعتوهين والمشردين والعاهرات من كل (...)