فتح المركز الوطني لأحياء الماء وتربية الأسماك الذي يوجد مقره الرئيسي بمدينة أزرو في قلب الأطلس المتوسط، أبوابه لوسائل الإعلام والصحافة خلال نشاط استكشافي نظمه بشراكة مع المرصد الإقليمي للصحافة، للتعريف بمهامه وأدواره في الحفاظ وتثمين الثروات السمكية النهرية. وفي تصريح ل”برلمان.كوم”، كشف محمد صديق، رئيس المركز الوطني لأحياء الماء وتربية الأسماك التابع للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، أن المركز يعمل بشكل أساس على تثمين الثروة السمكية التي تتميز بها أنهار وسدود المملكة، بالاعتماد على فريق يتكون من عشرات المهندسين والخبراء والتقنيين المتخصصين في هذا المجال. وأكد صديق من خلال نفس التصريح، أن مجال تثمين واستزراع الأسماك، ينعكس إيجابا على عدة مجالات حيوية، فبالنسبة للمجال الإقتصادي، يساهم المركز في خلق ثروة سمكية تقدر بمئات الأطنان سنويا تم تسمينها عن طريق تقنية الأقفاص المائية المنشرة بعدد من سدود المملكة. أما على المستوى الإجتماعي، أكد رئيس المركز الوطني لأحياء الماء وتربية الأسماك، أن المركز يضع الثروة السمكية التي ينتجها رهن إشارة الساكنة المحيطة بالسدود، التي أنفسهم في إطار تعاونيات، وهو الأمر الذي مكن من خلق مئات مناصب شغل، التي تعمل على تسويق هذه الثروة السمكية. وشدد الصديق، على أن المركز يعمل كذلك على تطوير الصيد الرياضي والترفيهي، لما له من مساهمة في إنعاش السياحة، حيث يعمل المركز على خلق مسطحات مائية لممارسة هذا النشاط، على شاكلة منطقة “أمغاس 1” و”أمغاس 2″، هذا بالإضافة الى حرصه على منح رخص الصيد وتنظيم مسابقات ودورات تكوينية وتأطيرية في هذا المجال. وفيما يخص المجال البيئي، أكد صديق أن عملية استزراع الأسماك، وإعادة توزيعها على مختلف سدود المملكة، خاصة الموجهة لانتاج الماء الصالح للشرب، يساهم في الحفاظ على جودة هذه المياه، حيث تلعب هذه الأسماك دوريا حيويا في القضاء على الحشرات والأعشاب الضارة مما يساهم في تنقية مياه هذه السدود بطريقة إيكولوجية. وحسب نفس المتحدث فقد عملت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر من خلال الاستراتيجية العشارية 2015-2024 لتنمية الصيد وتربية الأحياء المائية بالمياه القارية، على إنتاج نحو ثمانية مليون من صغار الأسماك الموجهة إلى تحسين الصيد السياحي، خلال موسم 2018، أي بزيادة تقدر ب30 بالمائة مقارنة مع سنة 2015. هذا وتم خلال نفس النشاط تنظيم زيارات ميدانية الى محطة “رأس الماء” موطن سمك “التروتة القزحية”، حيث يقوم المركز بتثمين واستزراع هذا النوع من السمك، وفق معايير جد دقيقة، مما جعله متفردا بهذا المجال على الصعيد القاري. وغير بعيد عن مدينة بني ملال، تتواجد محطة الدروة، التابعة بدورها للمركز الوطني لأحياء الماء وتربية الأسماك، وهي المحطة التي تساهم في استزراع سمك الشبوط الصيني بمختلف أنواعه، حيث قدم عزيز المجتهد، رئيس المحطة، شروحات تتعلق بمختلف مراحل استزراع هذا النوع من السمك، وأسماك أخرى كالفرخ الأسود والبلطي النيلي، هذا الأخير بعد استقدامه من دولة مصر تم توفير بيئة ملائمة لاستزراعه داخل نفس المحطة، من خلال العديد من الاستثمارات في هذا المجال.