تكبد العالم خسائر مادية كبيرة بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، وكباقي دول العالم اضطرت السلطات المغربية إلى إغلاق المحلات والمقاهي والمطاعم والحمامات التي توفر فرص شغل مهمة لعدد كبير من الشباب، الأمر الذي لم يسلك منه العاملون بالحمامات المغربية، وفي هذا المقال سنحاول إيصال معاناة بعض عاملات الحمامات بسبب تداعيات الجائحة على حياتهن اليومية. بدموع وحسرة تروي هنية، وهي امرأة أرملة تعيل أطفالها الأربعة، تفاصيل حياتها بعد أن انقطعت عن العمل بأحد الحمامات الشعبية بسبب الجائحة، قائلة "تلقيت خبر إغلاق الحمام كباقي زميلاتي من رب العمل بأسى وحزن، علمت حينها أن الرزق "تقادى" .. الرزق الذي كان يكفي حفظ ماء الوجه وأعيل به أطفالي وأوفر منه الضروريات كمصاريف الدراسة والملبس والمسكن"، مستدركة، "شعرت بالخوف حول مصير أطفالي مستقبلا". وأوضحت هنية خلال حديثها مع "برلمان.كوم" أن العمل داخل الحمام كان يستمر حوالي 16 ساعة، مقابل أجر بسيط لم أعد أحصل عليه خلال فترة الحجر الصحي، في غياب تغطية صحية، أو قانون منظم لمثل هذه الحرف الضاربة في عمق التاريخ الشعبي المغربي. وتابعت القول: وجدت صعوبة بالغة حينما انقطع 3 من أطفالي عن الدراسة الحضورية، إذ توجب عليّ توفير لوحة إلكترونية لهم ليتمكنوا من متابعة دراستهم عن بعد؛ الأمر الذي كان مستحيلا حتى في الظروف العادية (قبل الجائحة)، مؤكدة أنه، لولا تدخل بعض المحسنين لتوفير المسلتزمات الدراسية لأطفالي لما استطاعوا متابعة دراستهم وتكوينهم حتى يتسنى لهم مستقبلا الحصول على الشواهد التي ستفتح لهم الباب لدخول سوق الشغل في المستقبل "الغامض". ونوهت هنية بتدخل الملك محمد السادس الذي أعطى أوامره بتخصيص تعويضات مالية للفئات المتضررة من توقيف نشاطها. وطالبت هنية من الحكومة والمسؤولين باتباع السياسة الرشيدة والحكيمة للملك محمد السادس في التعامل مع الملفات التي تهم المواطن المغربي البسيط. وتجدر الإشارة إلى أن خبر إغلاق الحمامات بكافة مدن المملكة المغربية "زائف"، وذلك بعد أن قامت بالترويج له بعض المواقع الإخبارية مساء أول أمس الأربعاء، حيث أن عملية الإغلاق شملت فقط المدن التي تعرف ارتفاعا في عدد الإصابات بالفيروس.