خمسة أشرطة مغربية تتنافس على جوائز المهرجان تشارك التجربة السينمائية المغربية في الدورة العاشرة للفيلم القصير المتوسطي الذي تحتضنه طنجة خلال الفترة الممتدة من فاتح إلى سادس أكتوبر، بخمس أشرطة: الهدف لمنير العبار الذي يتطرق إلى هاجس الشباب في تأمين عيش كريم، وشريط كما يقولون لهشام عيوش الذي يتناول العلاقة الإنسانية التي تجمع الأب بابنه، وشريط الليلة الأخير لمريم التوزاني الذي يحمل شحنة درامية قوية تتمثل في الأثر الذي يخلفه وفاة أحد أفراد الأسرة، وشريط اليد اليسرى الذي يستحضر جوانب من معاناة الطفولة. ويتبين من خلال هذه الأعمال أنها تلتقي حول نقطة بعينها: المشكل الأسري، كأن الفيلم المغربي القصير، يسهل تطويعه لتناول هذا النوع من المواضيع، بالنظر إلى محدودية المساحة الزمنية للشريط، وكذا قلة الموارد المادية. لقد حقق الفيلم المغربي القصير تراكما، بفضل الدعم الذي تقدمه الدولة لهذا الإنتاج، حيث بات يصل الإنتاج السنوي إلى ما يفوق ثمانين عملا، وبالنظر إلى هذا الكم الكبير، يتم الحرص في كل دورة من دورات هذا المهرجان على تخصيص حصة يومية من التاسعة ليلا إلى حدود منتصف الليل، لعرض ما دأبت إدارة المهرجان على تسميته ببانوراما الفيلم المغربي القصير، وهو يعكس نماذج مختلفة مما أنتج في هذا الباب على امتداد السنوات الأخيرة. إن التراكم الذي تحقق على مستوى إنتاج الفيلم المغربي القصير، أفضى بلا شك إلى فرز أعمال جيدة، بدليل أن عينة من هذه الأعمال نافست تجارب دولية وفازت بعدة جوائز، سواء في هذا المهرجان الذي يعرف مشاركة بلدان البحر الأبيض المتوسط، أو في غيره من التظاهرات السينمائية ذات الطابع الدولي. وفي كل دورة من دورات هذا المهرجان، الذي يسدل الستار مساء اليوم على فعالياته، يتجدد السؤال حول واقع الفيلم المغربي القصير والتحديات التي تواجهه. وفي تصريحه لبيان اليوم بهذه المناسبة، أشار الممثل عبدالسلام بونواشة إلى أن «الفيلم المغربي القصير يتطور من حسن إلى أحسن، ويتم تسويقه في مختلف المهرجانات العالمية..»، وأضاف بونواشة الذي يشارك باعتباره ممثلا، خلال هذه الدورة، في ثلاثة أعمال مبرمجة ضمن المسابقة الرسمية: الليلة الأخيرة، الهدف، كما يقولون، أضاف أن «المواضيع التي يتم التطرق إليها، ينبغي أن تكون جريئة، تنفتح على مختلف القضايا التي يعيشها بلدنا، وينبغي إظهارها على الشاشة بدون تحفظ، وكفى من الرقابة التي تحد من العملية الإبداعية، ولا أحد وصي على الآخر أو من المفروض أن يفكر بدلا منه، لا بد من حرية التفكير والإبداع..». أما المخرج السينمائي ياسين فنان الذي راكم عدة أفلام قصيرة، فصرح لبيان اليوم أن «تاريخ الإنتاج السينمائي المغربي، يبين لنا أن الفيلم القصير كان دائما حاضرا ضمن اهتمام المخرجين الذين مروا بعد ذلك إلى إخراج الفيلم الطويل، يمكن القول إن الفيلم القصير هو بمثابة ممر نحو الفيلم الطويل، من خلاله تبرز شخصية المخرج وطاقات أخرى في التمثيل وفي الجانب التقني وفي غير ذلك، وبالنسبة إلى التطور الذي من المفروض أن يعرفه الفيلم القصير، بالنظر إلى تراكم الإنتاج، فهناك فعلا تحول إيجابي، لكن فقط على المستوى التقني، أما من ناحية المواضيع التي يتم تناولها في هذا النوع من الإنتاج السينمائي، فلا أجد هناك جديدا، غير أن هناك طاقات إبداعية ومواهب أصيلة تبرز سنة بعد أخرى، فليس من الضروري أن يتضمن الفيلم القصير مشاهد جريئة ليكون جيدا، بل يكفي أن يكون نابعا من القلب،فكل مخرج له رؤيته الخاصة..». وأكد الممثل ادريس الجعايدي في تصريحه لبيان اليوم، على أنه من خلال مشاهدته للشريط المغربي «الهدف» المشارك ضمن المسابقة الرسمية، وجد أنه ضعيف من ناحية الكتابة السينمائية، كما أن هناك تسرعا في طرق الموضوع، والتعامل بلا مبالاة مع قضية حساسة، هي سلوك الانتحاريين أو الكاميكاز، حيث لم يطرح ما يبرر عرض هذا النوع من القضايا، كما أن توظيف بعض المشاهد التي تحيل على الدين، أتى اعتباطيا، فمثلا أن يتم تصوير الشخص المركزي في الشريط وهو يؤدي الصلاة، ليس بالضرورة أن يكون انتحاريا، كما أنه ليس هناك انضباط في تحريك الكاميرا..»، لكن هذا لم يمنعه من القول إن « الإنتاج السينمائي المغربي المتعلق بالفيلم القصير عرف تطورا خلال السنوات الأخيرة، ومما ساعد على هذا التطور هو حضور مهاجرين مغاربة الذين حملوا معهم تقنيات جديدة وأفكار جديدة، لكن منتجيها كانوا في الغالب أجانب، وكانوا نتيجة لذلك يتحكمون في هوية الشريط، وهذا أمر سلبي، لكن حاليا برز مخرجون محليون، يتم إنتاج أعمالهم من طرف منتجين مغاربة، وهذا في صالح السينما المغربية، سيما وأن الإمكانيات التقنية المتطورة صارت في المتناول، غير أن هذا ليس كافيا، بل لابد من التوفر على الطاقة الإبداعية وعلى الأفكار الخلاقة..». برنامج اليوم التاسعة والنصف صباحا مناقشة أفلام المسابقة الرسمية بقاعة المحاضرات بفندق شالة الحادية عشرة صباحا محاضرة حول السيناريو للباحثين دانييل سويسا وحسن لكزولي السابعة والنصف مساء الحفل الاختتامي للمهرجان بسينما روكسي