احتجاجاتٌ واعتقالاتٌ وأصواتٌ تَصدح هُنا وهُناك، مساءٌ غاضبٌ بامتياز شهِدته مدينةُ الفنيدق الواقعةُ شمال المغرب، بعدما خرجت الساكنةُ لتُعبر عن سُخطِها من الأوضاعِ الاجتماعية والاقتصاديةِ الخانقة، التي فرضَها قرارُ إغلاقِ معبر سبتة الحدودي، وفاقمَتها أزمةُ فيروس كورونا. واحتجَ سُكان مدينةِ الفنيدق مساء أمسِ وسط شارعِ محمدٍ الخامس ضدَ سياسية الآذان الصمّاء التي يَنتهجُها المسؤولون بالمنطقة، قبل أن تتدخل قواتٌ الأمنِ لفض التجمع، وتَعتقِلَ عدداَ من المتظاهرين. وفي هذا الصدد قال مديرُ مرصدِ الشمال لحقوق الإنسان، محمد بنعيسى، في اتصالٍ هاتفي مع كاب24تيفي، إن الاحتجاجاتِ التي عرفتها مدينةٌ الفنيدق أمس هي ردُ فعلٍ طبيعي للأوضاع التي تعيشها المنطقة. وأضاف مديرُ المرصد الحقوقي: "إن الشبابَ الذي خرج للاحتجاج بالمدينة يُعاني من أزمة اجتماعية ونفسية في ظل عدم وجود بدائلَ للنهوض بالمنطقة، حيثُ خلقت ظروفٌ عيشهِم بُركانا بداخلهِم". وتابع بنعيسى في ذات الاتصال: "طالبَ سكانُ المنطقة سابقا بإدماجهِم في سوقِ الشغل بالمناطقِ القريبة، خاصةً في ميناء طنجة المتوسط، لكن المُبادرات لم تُحقق هدفَها". وفي ذات السياق أكد مديرٌ مرصدِ الشمال لحقوق الإنسان أن السلطاتِ المسؤولةَ عن الوضع غائبةٌ عمَّا تعرفُه المنطقة، كما أنها لم تُقدم مقرحاتٍ لتوزيعٍ المواردٍ المُتاحة. وحول توقيفِ عددٍ من المواطنين الذين شاركوا في الاحتجاجاتِ، علَّق بنعيسى: "الاعتقالاتُ لَيست حلاًّ لأنَ الأوضاعَ ربما تخرجُ عن السيطرة". يُذكر أن السلطاتِ المحليةَ لمدينة الفنيدق، أصدرت بلاغاً مساءَ أمس، قالت فيه: "إن عددا من الأشخاص قاموا بتنظيمِ وقفةٍ احتجاجية غيرِ مرخصةٍ، وفي خرقٍ لمقتضياتِ حالة الطوارئ الصحية، مما اضطر السلطاتِ العموميةَ للتدخلِ لفضِ هذا التجمهر".