وجه الصحافي الشاب سامي المودني رسالة قوية إلى رئيس النقابة المنتهية ولايته عبد الله البقالي، يعدد فيها هفوات وخروقات اللجان التنظيمية والقوانين المفبركة لتكون على مقاس البقالي وحاشيته ضدا على إرادة الشباب التواق إلى التغيير، إذ ذهب بهم الأمر إلى حد إعداد قانون على مقاس النقيب المنتهية ولايته وأيضا على مقاس بعض المقربين منه، من أجل قطع الطريق أمام أي محاولة للتجديد. وتساءل المودني، وهو صحافي متخصص في مجال التحقيقات التلفزيونية والبرامج الوثائقية ويعمل حاليا ضمن طاقم قناة "ميدي أن تيفي" كرئيس تحرير ويحظى باحترام كبير، عن الرهان الإستراتيجي للمؤتمر الثامن، وعن أي نقابة نريدها على مستوى الفلسفة التنظيمية ومدى انفتاحها على أجيال وطاقات جديدة والمساهمة في تجديد النخب وتحديث الآليات والوسائل، أو الاكتفاء بما هو كائن بالاعتماد على مساطر غير متجددة في عمومها.
وأوضح المودني، الذي يرأس المنتدى المغربي للصحافيين الشباب، أن الغرض من هذه المساطر التي وضعتها النقابة التحكم في التنظيم أكثر منه شيئا آخر، وأعطى نموذجا للمقرر التنظيمي المقدم للمؤتمرين والذي لا تهدف بعض مواده، سوى إلى عدم وصول الشباب إلى الهيآت الوطنية.
وأضاف المودني، أن المفروض أن يكون المؤتمر فرصة لتقييم عمل النقابة وأجهزتها والوقوف عند مكامن الخلل والتجاوب مع طموحات المهنيين من دون أحقاد أو حسابات شخصية ضيقة، لا اصطفافات مبنية على التجاذبات الحزبية، وليس سياسية لأن الخلافات ذات العمق السياسي الفكري هي التي تبني التنظيميات.
وتوقف المودني عند العديد من النقط والخروقات في المسار الذي قطعته قيادة النقابة في الإعداد للمؤتمر، والتي حددها فيما يلي: "أولا: هناك شبه غياب للنقاش التنظيمي ذو البعد الاستراتيجي، الذي يهدف إلى بناء أداة نقابية قوية، وتعويضه بنقاش مسطري صرف لم يبرح حدود الدارالبيضاءوالرباط. وعوض مناقشة المراجعة الشاملة لقوانين النقابة، اختارت اللجنة التحضيرية أن تطرح بعض التعديلات التي لا تمس جوهر القانون الأساسي المعرقل لتجديد النخب وضخ دماء جديدة في النقابة، وكأن هناك تخوف مرضي من هذا الأمر، لم نفهم المغزى منه ولا الهدف من ورائه.
ثانيا، أغلبية نقاشات التي تمت في اللجنة التحضيرية حول أوراق المؤتمر انحصرت أساسا في لجنتين، لجنة اللوجيستيك والإعداد المادي وهي لجنة تقنية، ولجنة القوانين والأنظمة. الأخيرة عقدت ما مجموعه اثنان أو ثلاث اجتماعات ما بين الرباطوالدارالبيضاء وسط غياب أغلبية الصحافيين، لأنهم لم يتوصلوا بكل بساطة بدعوة للمشاركة في أشغال هذه اللجنة التحضيرية، وكأن هناك يد خفية تريد إقبار أي نوع من النقاش حول هذا المؤتمر وتمرير قانون على مقاس القيادة..
ثالثا، عدم تنظيم أي لقاءات تواصلية أو ندوات موضوعاتية أو فكرية حول القضايا المرتبطة بالمؤتمر والمشار إليها أعلاه، باستثناء لقاء يتيم نظمه فرع الرباط مشكورا واستدعي إليه الصحافيون، وكانت هناك محاولة لإيقاف تنظيمه بحجة المساطر المفترى عليها والتي يتم اللجوء إليها كلما دعت الضرورة والتغاضي عليها كلما كان في ذلك مصلحة. دون أن ننسى ندوة تنظيمية (سرية) تم تنظيمها على هامش المجلس الوطني الفيدرالي للنقابة بتاريخ 20 أبريل الماضي بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، وسط غياب الصحافيين لأنه لم يتم استدعاؤهم بكل بساطة، والإصرار على تنظيم اللقاء "حسي مسي".
رابعا، قطعت القيادة النقابية وعودا على الصحافيات والصحافيين واستثمرت في التواصل معهم خلال حملة انتخابات المجلس الوطني للصحافة، فلماذا لم يتم القيام بنفس العملية والتواصل مع الصحافيين عبر البريد الإلكتروني والرسائل النصية ومجموعات الواتساب، من أجل تشجيعهم على المشاركة في نقاش المؤتمر الوطني الثامن؟، هذا دون الحديث على عدم فتح المجال لهم تنظيميا من أجل المساهمة في النقاش داخل المؤتمر والترشيح للهيآت التنظيمية."
وخلص سامي المودني إلى القول إن لحظة المؤتمر تشكل بالنسبة إلى الجميع قيادة وصحافيين، فرصة من أجل الإجابة عن سؤال: أية نقابة نريد؟، نقابة منفتحة على محيطها وذات تنظيم قوي ويستقطب الطاقات من كل قطاعات الإعلام وقادرة على تقديم الإجابات الحقيقية لإشكاليات الإعلام وحرية الصحافة؟، أو نقابة تعقد مؤتمرها كل أربع سنوات وتجدد قيادتها وكفى؟، غير أن الإجابة عن هذا السؤال، يجب أن تتم في الاحترام التام لقيم الاختلاف، و بعيدا عن الاصطفافات الحزبية الضيقة أو الصراعات الشخصية غير المنتجة وحتى الصراعات بين الأجيال فارغة المحتوى..