{} الأمراض النفسية عند الفقراء هي أكثر من غيرهم من الفئات.{} صنفت منظمة الصحة العالمية، في تقرير أخير لها، المغرب في المرتبة الثانية عربيا من حيث عدد حالات الانتحار، وذك بنسبة 5.3 في كل 100 ألف نسمة، وهو عدد يتزايد سنويا وفق بعض الباحثين، فأي تفسير علمي يمكن أن نقدمه لتزايد حالات الانتحار؟. وفي هذا الصدد، يرى الطبيب النفساني إدريس الموساوي، أن الإنتحار، ظاهرة مجتمعية قديمة، وليست وليدة اليوم، مضيفا في تصريحه أن سبب الحديث الكبير عن هذه الظاهرة اليوم أكثر مما سبق، هو أن الإعلام أصبح له دور محوري في دق ناقوس الانتحار، ليس فقط في المغرب بل في العالم برمته، مما جعل الجميع ينتبه لهذا الموضوع بشكل أكبر. وبخصوص أسباب الظاهرة، قال المتحدث ذاته، إن سببها الرئيس يكون غالبا الاكتئاب، خصوصا حين لا يكون لهذا الاكتئاب تشخيص أو علاج، مما يؤدي بالشخص إلى أفكار أو سلوك انتحاري، وفي بعض الأحيان تؤدي إلى الموت. وذكر الموساوي، أن عالم الاجتماع الفرنسي إيميل دوركايم حين ألف كتابه حول الانتحار، ركز على مشكل الانعزال الاجتماعي، معتبرا أن الإنسان حين يكون لديه مشكل على الصعيد الاجتماعي فإن هذا المشكل قد يدفع به في بعض الحالات إلى الانتحار، معتبرا أن الحالة الاقتصادية المزرية قد تؤدي بدورها إلى الاكتئاب المؤدي بدوره للانتحار. وأضاف الموساوي، أن "الأمراض النفسية عند الفقراء هي أكثر من غيرهم من الفئات، لكنها في الأخير أمراض "ديمقراطية" تصيب الجميع باختلاف الدرجات"، مردفا أن 1 بالمائة من السكان يعاني من الفصام، و10 بالمائة من هؤلاء ينتحر أو يحاول الانتحار. وبخصوص المقترحات التي يمكن أن نقارب بها موضوع الانتحار، قال الموساوي، إن الإعلام له دور كبير في التحسيس والتوعية بخطورة الظاهرة، معتبرا أن الأطباء عموما عليهم أن يعرفوا الحالات الاكتئابية للعمل على معالجتها، وعلى المواطنين الانتباه لأنفسهم وللمحيطين بهم في الأسرة والعمل والدراسة حتى لا يؤدي بهم الاكتئاب أو أي سبب آخر للتفكير في الانتحار.