بدأت ملامح الاختلال تطفو على سطح مشروع تهيئة ساحة الريف "فلوريدو" وسط مدينة الحسيمة، في وقت كانت فيه الساكنة تعلق آمالاً كبيرة على إعادة إحياء هذا الفضاء التاريخي، الذي رُصدت له ميزانية ضخمة تجاوزت 700 مليون درهم. غير أن العيوب التقنية التي ظهرت على أرض الواقع أثارت استياءً واسعًا، محملة جماعة الحسيمة، بصفتها صاحبة المشروع، كامل المسؤولية. وتظهر المعاينات الميدانية أن جزءاً كبيراً من أرضية الرصيف التي تم تكسيتها حديثاً بالرخام، غير مستوية بالشكل المطلوب، مما يُعرض الراجلين لمخاطر التعثر والسقوط. كما أن هذا العيب البنيوي شوه المنظر العام للساحة، التي يُفترض أن تشكل واجهة حضرية لوسط المدينة. الانتقادات الموجهة للجماعة لا تتوقف عند سوء تنفيذ الأشغال، بل تتعداها إلى غياب التتبع والمراقبة خلال مراحل الإنجاز. ويؤكد متابعون أن غياب الصرامة في مراقبة جودة المواد المستعملة وطريقة تثبيتها، ساهم في بروز هذه العيوب في وقت مبكر، رغم أن الأشغال لم تكتمل بعد. وكانت ساحة فلوريدو قد تحولت في السنوات الماضية إلى نقطة سوداء بالمدينة، بعد أن طالتها يد الإهمال وأُغلقت المنافذ المؤدية إليها، ما جعل فعاليات مدنية تراسل عامل الإقليم مطالبة بإنقاذ هذا الفضاء الذي يحمل رمزية كبيرة في ذاكرة المدينة. ومع انطلاق مشروع التأهيل، ساد نوع من التفاؤل، سرعان ما تبدد مع ظهور هذه الاختلالات. ويحمّل نشطاء ومواطنون الجماعة الحضرية للحسيمة المسؤولية الكاملة عن ما آلت إليه وضعية المشروع، مطالبينها بتفعيل آليات المراقبة ومساءلة المقاولات المنجزة، قبل أن تتفاقم الأضرار وتُهدر المزيد من المال العام. كما دعوا إلى ضرورة الوقوف على الاختلالات وتصحيحها فوراً، تفادياً لتحول هذا المشروع الطموح إلى مثال آخر عن سوء التدبير والتهاون في إنجاز الأوراش الكبرى بالمدينة.