مع اقتراب حلول فصل الصيف من كل سنة تتجدد معاناة مرتادي منتجع سيدي بوزيد مع ظاهرة احتلال الملك العمومي، والتي تبدأ من حراس السيارات غير القانونيين لتمتد إلى احتلال رمال الشاطئ من طرف أشخاص يؤجّرون شمسيات، وكراسي، وطاولات بأسعار يحددونها حسب هواهم ، إلى بيع (الكرموس والكلية ) والنقانق في مشهد لن تجده الا في شاطئ سيدي بوزيد ، الذي كان مصنفا خلال سنوات قليلة فقط من أجمل شواطىء المملكة على المحيط الأطلسي... و حسب مصادر الجريدة، فإن استفحال ظاهرة احتلال الملك العمومي بكورنيش منتجع سيدي بوزيد ، خلال موسم الاصطياف للسنة الماضية ، لم تكن لتستفحل لولا الكم الهائل من الرخص الصادر من طرف جماعة مولاي عبد الله ، لمزاولة هذه الانشطة غير القانونية. فيما تحدث ذات المصادر عن مسؤول جماعي نافذ، حملوه مسؤولية اصدار هذه التراخيص التي حولت كورنيش سيدي بوزيد الى سوق اسبوعي .. مصدر خاص تحدث للجديدة 24، اعتبر ان هذا المعطى، يثير الكثير من التساؤلات بخصوص دور مسؤولين جماعيين في استفحال الفوضى التي شهدها فضاء الكورنيش والشاطئ سيدي بوزيد مع بداية كل موسم اصطياف. لقد بات على السلطات الوصية تحمل مسؤوليتها وإماطة اللثام عن الضبابية التي تحوم حول منح التراخيص المتعلقة باستغلال الملك العمومي والمتحكمين به، والتي تزداد استفحالا كل موسم صيفي وتسيئ للمجهودات المبذولة لإنعاش السياحة بالمنطقة ، حيث أن الفوضى والتسيب اللذين تشهدهما الرخص الممنوحة من قبل الجماعة الترابية بخصوص الاحتلال المؤقت للملك العمومي بسيدي بوزيد ، التي أصبحت ظاهرة غريبة في السنوات الأخيرة، وعهدت إلى غير أصحابها وأصبحوا يتحكمون فيمن يستحق الترخيص، في غياب تام لدور رئيس المجلس الجماعي وتفويضاته و الشرطة الإدارية التابعة للمجلس الجماعي لتتبع ومراقبة لهذه العملية وفقا لصلاحيتها، و وفقا لما تمليه مقتضيات القوانين التشريعية بهذا الخصوص، مما يجعل زوار شاطئ سيدي بوزيد تحت رحمة المحتلين مما يستدعي تصحيح وضعية المساحات المستغلة من الملك العمومي البحري بطرق غير قانونية. ان هذه الظواهر التي أصبحت تميز شاطئ سيدي بوزيد لتبعث بالقلق الكبير وانتشار عدم الثقة بمؤسسات الدولة ولتوحي بانعدام حماية ممتلكات المواطنين والشعور بعدم الارتياح، ولا ننسى أن نذكر بالآثار السلبية التي تترتب عن هذه الظواهر الشاذة، على مستوى السياحة والاستثمار الداخلي والخارجي، لأن صورة المغرب الحديث تهمنا الى اقصى درجة، فلا نريد ان تلطخ بفعل فاعل، فالعديد من الزوار والسياح المحليين والاجانب الذين اعتادوا قضاء عطلتهم الصيفية مع أبنائهم بمنتجع سيدي بوزيد باقليم الجديدة، خاصة الزوار المنحدرين من مدن الدارالبيضاء ومراكش، حولوا وجهتهم إلى مدن الشمال بسبب التنظيم المحكم للشواطىء والنظافة والتنشيط الصيفي وغيرها من الدوافع الأخرى.. فهل يتدخل محمد سمير الخمليشي عامل إقليمالجديدة بصفة شخصية لوضع حد لهذه الفوضى للوقوف على المسؤول الحقيقي والدوافع الخفية وراء تحويل كورنيش أجمل منتجعات المغرب الصيفية إلى سوق على شاكلة الأسواق القروية الاسبوعية ؟ .