قالت الأسبوعية الفرنسية « جون أفريك » بأن فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية المقبلة يتوقف على بقاء أمينه العام عبد الإله ابن كيران، في الأمانة العامة للحزب. ونقلت « جون أفريك » عن أحد المحللين السياسيين المغاربة قوله: « بنكيران أظهر مكانته كحيوان سياسي يتمتع بشعبية هائلة، وأبان عن برغماتية للتحرك في بيئة وطنية وإقليمية مضطربة سواء تعلق الأمر في علاقته مع المؤسسة الملكية والطبقة السياسية ورجال الأعمال، أو مع الشارع ». وأشارت الأسبوعية الفرنسية إلى أن رئيس الحكومة يتميز بشخصية قوية، وبهامش مناورة كبير، مضيفة أن حصيلته تبقى مقبولة مقارنة بأسلافه من الوزراء الأوليين خصوصا في نظام سياسي يفرض التعامل مع مستويات مختلفة من السلطة. علاقة بنكيران بالمؤسسة الملكية عادت « جون أفريك » إلى واقعة الملك محمد السادس، ورئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، عند تدشين أكبر محطة للطاقة الشمسية بورزازات، حيث اعتبرت أن حرص الملك على حضور زعيم الإسلاميين إلى جانبه، يؤكد بالملموس أن الأمين العام لحزب « المصباح » نجح في تطبيع علاقته مع القصر. فمع مرور الوقت، تضيف الأسبوعية الفرنسية، استوعب حزب العدالة والتنمية ميزان القوى في البلاد، بين تلك التي تمنحها صناديق الاقتراع في الانتخابات وتلك المرتبطة بالشرعية الدينية، والتاريخية للنظام الملكي، كما استوعب الحزب أيضا أنه من الأفضل عدم ممارسة السلطة بشكل كامل، والبقاء بعيدا عن الشؤون الدبلوماسية، والعسكرية والدينية، التي تحتكرها المؤسسة الملكية. وأوضحت « جون أفريك » أن القصر استأثر بالملفات الرئيسية في البلاد، في حين حرص بنكيران على عدم المجازفة في بعض الملفات المحفوفة بالمخاطر، وهو الذي انتقد مع بداية توليه رئاسة الحكومة المحيطين بالملك من خلال استعماله لتلميحات « التماسيح » و « العفاريت »، لوصف « حكومة الظل »، قبل أن يهدئ من لغته، حيث يفضل الحديث اليوم عن وجود « الثقة مع الملك »، مع الحفاظ على هجماته ضد خصومه السياسيين، لاسيما حزب الأصالة والمعاصرة، وأمينه العام، الياس العماري. بنكيران والباطرونا في شهر يونيو 2013، أقدم « الاتحاد العام لمقاولات المغرب » (الباطرونا) على مقاطعة الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي، الطيب رجب أردوغان، للمغرب، حيث رأى أعضاء الاتحاد العام في هذه الفرصة مناسبة سانحة لإظهار أن هناك إدارة جديدة. مما أدى إلى اندلاع أزمة بين رئيس الحكومة، ورئيسة الاتحاد، مريم بنصالح شقرون، لم تكن لتهدأ لولا دعم بعض رجال الأعمال المتواجدين بالحكومة، كوزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، و وزير الصناعة، مولاي حفيظ العلمي، الذين أدخلهم بنكيران إلى النسخة الثانية من حكومته لتهدئة علاقته المتوترة مع الاتحاد العامل لمقاولات المغرب. محاربة الفساد..الورش الذي أرهق ابن كيران أكد عبد الإله بنكيران في إحدى حواراته التلفزية أن الحكومة « لايمكنها اجثتات ومحاربة الفساد المشتري بالبلاد بما في ذلك اقتصاد الريع ». تصريح يجد مبرره على أرض الواقع، حيث يمكن وصف حصيلة حكومة زعيم الإسلاميين في هذا المجال ب »الأسوأ »، في ظل غياب إرادة سياسية حقيقية لمحاربة اقتصاد الريع. والمغرب يحتل حاليا اليوم المرتبة ال 88 عالميا في « مؤشر الفساد »، الذي أصدرته، مؤخرا، « ترانسبرانسي أنترناسيونال ». أما الإعلان عن لوائح المستفيدين من رخص استغلال مقالع الرمال، التي كشفت عنها الحكومة مع توليها لمقاليد تدبير الشأن العام، فتحلوت مع مرور الوقت لمسألة عادية وإجراء بسيط.