قال عن زوجته المغربية صباح، « الحياة من بعدك ليس لها معنى »، جملة لخص بها الفيلسوف وعالم الاجتماع ادغار موران حبه وتشبته بزوجته السوسيولوجية الدكتورة صباح أبو السلام. نقل الكاتب عمير بوداوود أن صحيفة « لا كروا »، اتصلت بهما تسأل عن أحوالهما مع كورونا والحجر الصحي. وقال بوداوود « يبدو الفيلسوف إدغار موران سعيدا جدا: « لم نعد عرضة للوقت المبرمج؛ الآن نقوم بفعل ما يجعلنا سعداء اللحظة، تلبية لرغبة داخلية، وليس رضوخا لاملاءات الزمن الاجتماعي ». وتابع موران « تقول زوجته صباح : « عشنا قبل أسبوع فترة من القلق، لعدة أيام، كنت أعاني من أعراض الكورونا، تعرضت للحمى وآلام في الجسم والصداع، وهو ما جعلني أعزل نفسي في غرفة، من حسن الحظ كانت نتيجة الفحص سلبية، ولكننا بقينا في الشك، خشية الخطأ.. ما بقي راسخا أكثر في نفسي، رد فعل إدغار؛ قال لي: « إذا كنت مصابة، أريد أن أكون مصابا مثلك، إذا غادرت، سأغادر معك ». وأضاف ادغار موران لزوجته صباح « الحياة من بعدك ليس لها معنى.. لا أريد أن أحمي نفسي ». هكذا دخل الغرفة، قاس درجة حرارتي. لم يسبق لي أبدا أن رأيته بهذا القلق، وهذا الخوف في نظراته، لم أعرفه أبداً بهذا الشكل. وهو الذي يحب الحياة، وعاش الحرب، رفض حماية نفسه من الوباء ». يقول ادغار موران وفق الكاتب بوداوود: « وجباتنا الغذائية صارت منتظمة الآن، ومحضّرة مع الوقت الكافي لها، ومع قول الشعر أيضا، في السابق كانت زوجتي صباح، منهكة مع عملها، الآن وجدت متعتها في المطبخ، وحتى الأغنية، التي تحب أداءها دائما.. نلوذ بالموسيقى عندما تأتينا الأخبار السيئة للوباء ». ثم أضاف: « كنا نعرف أنه عاجلاً أو آجلاً، سيصبح الحجر الصحي عائقًا. الحرمان من التجول، اللقاءات الجسدية مع الأصدقاء، الاجتماعات المهنية، الذهاب للسينما، إلى المطعم … وإذا كان لدينا ألم في الضرس، أو عرق النسا، نعرف أننا سنعاني هذا العائق بشدة. في غضون ذلك، قال موران « سنحاول الاستفادة من الفوائد الثانوية للحجر الصحي، سنحاول هكذا التخلص من الوقت الثقيل. صباح مثلا، بدأت منذ مدة ممارسة اليوغا، إذا استمر هذا الوضع على حاله، سينقذنا ربما فن التأمل ». للإشارة، ادغار موران (1921) فيلسوف فرنسي، يعتبر أحد أهم وأبرز الفلاسفة وعلماء الاجتماع في فرنسا والعالم؛ منحته 34 جامعة عبر العالم، دكتوراه شرفية، ألف حوالي 100 كتاب في الفكر والفلسفة؛ يُعرف عنه مواقفه الانسانية، ودفاعه عن قضايا التحرر في العالم. أصدر حديثا كتابا يشبه السيرة الذاتية، تحت عنوان "الذكريات تأتي للقائي » (عن دار فايار 2019)، ويقع في 700 صفحة.