كثر الحديث في الأيام الأخيرة عن خطوة قد تتخذها السلطات المغربية لقطع إمدادات الغاز عبر الأنبوب المار عبر المغرب، المعروف باسم "أنبوب المغرب-أوروبا"، الذي تنتهي اتفاقيته في الأشهر القادمة. في هذا الصدد، قال مدير مركز الرباط للدراسات السياسية والاستراتيجية خالد الشرقاوي السموني، إن هناك علاقات اتفاقية اقتصادية بين الجزائرواسبانيا، تستفيد بمقتضاها اسبانيا من الغاز الطبيعي الجزائري، خاصة أن هذه الأخيرة تعاني من أزمة الطاقة. وأكد الشرقاوي، في تصريح توصلت به "فبراير"، على أنه لا بد وأن نشير إلى أن الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك الجزائرية كثفت من إمداداتها من الغاز إلى إسبانيا في الآونة الأخيرة، أكثر من ذلك قدمت الجزائر تعهدات إلى هذه الأخيرة بتعويض أي نقص في إمدادات الغاز عبر الأنبوب المار عبر المغرب، المعروف باسم "أنبوب المغرب-أوروبا"، الذي تنتهي اتفاقيته في الأشهر القادمة. وشدد السموني، أن المغرب رغم مواقفه الثابتة للتصدي لكل من حاول المساس بوحدته الترابية، لكنه في نفس الوقت يحترم العلاقات التاريخية التي تربطه باسبانيا و يحترم حسن الجوار ويسعى دائما إلى الحفاظ على الاستقرار بمنطقة البحر الأبيض المتوسط. وأضاف انه مهما يكن فإنه لايتوقع ان تقوم السلطات المغربية بقطع إمدادات الغاز عبر الأنبوب المار عبر المغرب بعد انتهاء اتفاقيته، لأن المسألة هنا إنسانية بالدرجة الأولى، تهم الشعب الاسباني كافة و لا يتعلق الأمر بخلاف سياسي مع حكومة بيدرو سانشيز الحالية، علما بأن المغرب كان دائما حريصا على الحفاظ على العلاقات الانسانية مع الدول. و في الأخير ، يقول السموني، إن قطع أنبوب الغاز المذكور سيساهم في تعقيد الأزمة السياسية بين البلدين وستكون له انعكاسات على الاستقرار بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي فإنه لايعتقد أن تنحى الدبلوماسية المغربية في هذا الاتجاه.