من أجمل قصص إرنست إمنغواي قصة قصيرة يحكي فيها عن نهاية مصارع ثيران في حلبة إسبانية.. كيف حقق المصارع اللاعب بطولات عظيمة وكسب حب الجماهير سنوات طويلة وفي يوم ما بعد أن توقف عن اللعب فكر في العودة. كانت العودة عذابا له . غريزة ما دفعت به للعودة الى مصارعة الطورو..لكنها كانت مباراة صعبة درامية.. وصف المباراة القاسية هي قصة إيمنغواي.. النهايات تكون قاسية دائما.. والكاتب الكبير نفسه إيمنغواي عاش الحروب والتيه والمغامرات أنتهى منتحرا بطلقة بندقية على نفسه. نهايات خوسي أركايادو بوينديا في “مائة عام من العزلة”. بعد بطولات عسكرية سينتهي بلا ذاكرة مثل قط مريض ينتظر الموت. ليست هناك نهاية سعيدة. هذا ما كان.. في فيلم” لارتيست ” الذي يحكي عن تاريخ السينما في أيامها الاولى بالأبيض والأسود والصامتة هناك قصة مؤلمة حزينة لنهاية نجم سينما.. الفنان الممثل ستطحنه عجلة الزمن وسيأتي جيل لاحق متنكر..ومنهن الممثلة التي أخذ بيدها في أول يوم وطأت قدماها بلاتوهات التصوير.. هي ستصير نجمة محبوبة تخطف الاضواء بينما هو الذي كان ما كان سينسى.. ينسى كأنه لم يكن.. هكذا هم البشر جاحدون منكرون للخير و بلا ذاكرة سوى ذاكرة الأسماك. وقع بطل المغرب بدر هاري في وعكة في مباراة كبيرة كان يلعبها بكل ثقة فكانت هزيمة قاسية.. كانت هزيمة مصارع الثيران في قصة هننغواي.. و كانت هزيمة فيها بطل من فيلم لارتيست.. البؤساء الذين لا يفعلون شيئا ميزتهم أنهم لا يرحمون سقطة أو هزيمة وعكة .. البؤساء ينتظرون منك الخطأ ليفتحوا خزانا من طلقات الرصاص والشتائم والتشفي و لعب دور الغراق.. ما وقع لبدر هاري بعد سنوات من الإنتصارات والألقاب شيء عاد في مسارات الأبطال.. خففوا القصف والضرب يا بني آدم.. مايك طايزين الأمريكي وحش حلبات الملاكمة عاشها وسقط وإنهزم في الأخير.. محمد علي كلاي..فورمان.. نهاية صحافي كبير في تلفزيون فرنسا نسيتو..من يذكرني بإسمه ..قل أنت .. قوول أنت خاي محمد منخار الذي عشت في باريس.. كيف كان اسدا الشاشة وكيف أنتهى..؟ نهاية ماكريكو كونور بطل الرياضة الحرة الايرلندي.. نهاية رجل..نهاية إمرأة . نهاية ساندريلا الشاشة سعاد حسني وتحية كاريوكا والصدر الأعظم إدريس البصري الذي لم يجد في نهاياته من يجيب عن مكالماته في التلفون . نهاية المعتمد بن عباد سجينا في اغمات.. نهاية افيشي الكومبوستيتور في سن مبكرة بطريقة انتحارية.. إعتزل في الوقت المناسب قبل الأوان ومرحبا تضرب البيصارة في شارع موسى بن نصير مع جمهورك العريض . النهايات هي النهايات حزينة مرعبة مخيفة ..كابوسية .. لكن لا ..هذه ليست نهاية بدر هاري. هاري سيعود ونفرح معه قليلا قبل أن يتوارى.. والبؤس لمن يتشفى في لاعب رياضة أو فنان أو موت كاتب..