هزيمة وخروج بطعم العلقم، ذلك الذي اضطرت لتجرعه كل مكونات الفريق الوطني، بما في ذلك الشارع الكروي المغربي الذي كبرت آماله وتوقعاته من "الأسود"، بكبر هؤلاء مع تقدم المنافسة، قبل أن يتوقف الزئير في دور الربع من نهائيات كأس أمم إفريقيا بخسارة مُرّة أمام "فراعنة" مصر في مباراة كان فيها مبارك بوصوفة والرفاق أكثر استحقاقاً للتأهل. وبما أن الديربيات تحسمها عادة تفاصيل بسيطة، وفي غالب الأحيان ظالمة، فإن "الأسود" كانت صيداً ل"خبث" "الفراعنة" في نزال خروج المغلوب، ليجمع الكل على أن المنتخب المغربي هو أهل للتقدير والتشجيع بعد المباراة البطولية التي قدمها أمام رفاق محمد صلاح، لولا أخطاء الدقائق الأخيرة التي حنطت الأحلام في السير قدماً في البطولة.. غلطة "الثّعلب" بخروج من "الكَان" على عكس المباريات السابقة، خاصةً أمام المنتخبين التوغولي والإيفواري، عندما كانت تغييرات هيرفي رونار موفقة وحاسمةً في إحراز النقاط الست التي عبرت ب "الأسود" إلى دور الربع، أقدم "الثعلب" في مباراة الأمس على تغيير غريب بإخراج عزيز بوحدوز الذي كان نشيطاً جداً في الجبهة الأمامية، وإقحام عمر القادوري مكانه، واعتمد بذلك على يوسف النصيري رأس حربة، الأمر الذي شل حركة الهجوم المغربي في الدقائق الأخيرة بعدما كان "الأسود" قريبين من هز شباك عصام الحضري. وتسبب هذا التغيير غير الموفق في القضاء على قدرة المنتخب المغربي في مواصلة تهديده لمرمى الحضري، فصارت السيطرة في الدقائق العشر الأخيرة مصرية، بخروج بوحدوز الذي وإن أضاع كرات عديدة، لكنه كان من بين العناصر التي شاكست وأزعجت بشكل كبير دفاعات "الفراعنة"، الأمر الذي تزامن واستفاقة عبد الله السعيد الملقب بخليفة أبو تريكة، وإشراك محمود كهرباء الذي صعق مرمى المحمدي بهدف قاتل، منح التأهل للمنتخب المصري إلى دور النصف. بنعطية.. أخطاءٌ كتبت "جنريك" النّهاية متثاقل الخطوات يمشي كهلا.. هكذا قدم المهدي بنعطية نفسه خلال المباريات التي شارك فيها مع المنتخب المغربي في نهائيات "كان" الغابون.. فلا تغطياته كانت ناجحة ولا تموقعاته كانت صحيحة، بل وإنه خسر جل نزالاته الثنائية بشكل فضح مدى تراجع مستواه مقارنة بزملائه في المجموعة الذين قدموا جهوداً مضاعفة لإخفاء الهفوات. أخطاء بنعطية التي تكررت طيلة المباريات الأربع التي خاضها "الأسود" في "الكان"، ساهمت في كتابة "جنريك" النهاية لمغامرة المنتخب في البطولة، التي كانت لتطول لولا الطريقة الغريبة التي تعامل بها مدافع البايرن وروما سابقاً، واليوفي حالياً، مع الكرة التي جاء منها هدف المصريين.