ظهرت دراسة علمية أجريت في اليابان أن طفرة جينية نادرة تقترن بحدوث اختلال في أنزيم معين بجسم الإنسان يمكن أن تؤدي إلى إعاقة ذهنية. وتوصل الباحثون من جامعتي طوكيو وناغويا اليابانيتين إلى أن الطفرة الجينية الحاملة رقم "بي 212 إل"، والتي تصيب الأنزيم المسمى "سي.إيه.إم.كيه.أي.ألفا"، يمكن أن تؤدي إلى حدوث إعاقة ذهنية؛ غير أنه لم يتضح بعد لدى الفريق البحثي الطريقة التي تؤثر بها الطفرة الجينية على نشاط الأنزيم. وبفضل طريقة جديدة لتحليل بروتينات الجسم، تبين للباحثين أن الطفرة المشار إليها تؤدي إلى زيادة في نشاط الأنزيم، كما أكدوا أن هذه الطريقة الجديدة قد تساعد في تحليل أسباب وراثية أخرى للإعاقات الذهنية والأمراض في المستقبل. ويذكر أن الأنزيم "سي.إيه.إم.كيه.أي.ألفا" يرتبط بتفاعلات بيوكيميائية داخل المخ، ويلعب دورا مهما في قدرات التعلم لدى الإنسان. وفي إطار الدراسة التي أوردتها الدورية العلمية "موليكيولار نيورو ساينس" المتخصصة في مجال علم الأعصاب على مستوى الجزيئات، أكد الباحثون أن هذه الطفرة الوراثية نادرة للغاية، وأن المريض الذي تم اكتشاف إصابته بهذا المرض هو رابع حالة يتم اكتشافها على مستوى العالم. وقال هاجيمي فوجي، الباحث بكلية الطب بجامعة طوكيو، في تصريحات للموقع الإلكتروني "ميديكال إكسبريس" المتخصص في الأبحاث الطبية، إن "العلاقة بين هذه الطفرة الجينية والأعراض المرضية واضحة بشكل نسبي؛ وهو ما يؤكد أهمية هذا البحث في دراسات الإعاقات الذهنية". وأوضح الباحث بكلية الطب بجامعة طوكيو أنه "نظرا لأن التفاعلات البيوكيميائية داخل المخ لا يمكن رصدها بشكل مباشر، ويتعين متابعتها عبر تقنيات مختلفة، وأن هذه التجارب تكون عادة مضنية وتستغرق فترات طويلة، فإننا كنا نبحث عن وسيلة أبسط لمتابعة نشاط الأنزيم. ولقد طورنا تقنية جديدة لهذا الغرض عن طريق ما يعرف باسم المسبار الفلوري أو المشع".