قال الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، الميلودي موخاريق، إن تأسيس النقابة في 20 مارس 1955 "حدث بارز في تاريخ بلادنا وتاريخ الحركة النقابية والوطنية المغربية"، موردا أن تخليد المناسبة "يشكل لحظة استحضار التضحيات الجسام التي قدمها الاتحاد من أجل استقلال هذا الوطن، ومن أجل أن يتذكر المناضلون هذا الحدث المهم في التاريخ السياسي والنقابي المغربي". وأوضح موخاريق في كلمة بمناسبة تخليد الذكرى 68 لتأسيس الاتحاد المغربي للشغل، اليوم الاثنين بمقر "دار الاتحاد" بالدار البيضاء، أن هذا الحدث "لحظة تأمل في مسار التجربة النقابية المغربية الغنية التي راكمها الاتحاد". وعاد الزعيم النقابي للاتحاد المغربي إلى ميلاد النقابة قائلا: "في مثل هذا اليوم منذ 68 سنة، انبثق أول تنظيم نقابي حققت به الطبقة العاملة إنجازا تاريخيا متحدية كل القيود"، مضيفا: "في مثل هذا اليوم، اجتمع بدرب السلطان بحي بوشنتوف وفي سرية تامة مناضلون تسللوا عبر الأسطح وأعلنوا عن ميلاد الاتحاد المغربي للشغل". وتابع بأن ميلاد الاتحاد "كان كتعبير عن الوعي والإرادة العمالية، واستجابة لضرورة تاريخية لاستقلاله من الاستعمار الغاشم". وأردف بأن الاتحاد "لم يكن من صنع حكومة أو حزب، وحافظ على هويته ولم يترك نفسه مطية لحزب أو أرباب العمل، وهو نفسه الاتحاد الذي ناضل وسيظل يناضل من أجل النهوض بالطبقة العاملة والدفاع عن الحق النقابي"، منددا بما أسماه "تفريخ نقابات مزيفة تابعة للحكومة حتى وصلنا إلى 36 تنظيما، وذلك راجع لإضعاف الحركة النقابية". وسجل الزعيم النقابي أن ثمانية وستين سنة مضت "وما زلنا بنفس الروح والعزم نواجه محاولات التراجع في مجال تشريع الشغل والتقاعد والتفاوض الجماعي"، مؤكدا: "مستمرون في نضالنا لإفشال المحاولات المتربصة بحق الإضراب الذي يعتبر حقا أساسيا ودستوريا انتزعته الطبقة العاملة بفضل كفاحها وتضحياتها". وأوضح الأمين العام ل"أم النقابات" أن "المغرب ما زال يعاني من الفوارق البنيوية، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الموروثة من قرون الاقطاعية، التي تكرست خلال نظام الحماية الفرنسية، من فوارق بين المدن والقرى وبين المغرب النافع والمغرب الهامشي". وشدد موخاريق على أنه بالرغم من توفر المغرب على ثروات طبيعية وبشرية هائلة، فإن "مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في تراجع باستمرار، وتتجه بشكل خطير نحو مؤشرات البلدان الأقل تقدما في العالم، كنتيجة حتمية لسوء تدبير مختلف الميادين".