تسجل مدن الشمال، هذا العام، مؤشرات قوية على انتعاشة سياحية متصاعدة تبشر بتسجيل موسم سياحي جيد يعزز مكانة جهة طنجةتطوانالحسيمة كوجهة سياحية مفضلة لدى الكثير من السياح المغاربة والأجانب. تستفيد الجهة سالفة الذكر من التحسن الملحوظ على مستوى البنيات التحتية والربط بين المدن والشواطئ المتنوعة، فضلا عن المدن العتيقة في طنجةوتطوان وشفشاون التي أضحت محط جذب للعديد من عشاق زيارتها وتنفس عبق التاريخ والحضارة النابضة بها. وتظهر الحركية التي تشهدها المدن الساحلية والشواطئ الممتدة بالشمال، خاصة طنجةوتطوانوالحسيمة، تدفقا متزايدا للزوار طيلة الأسابيع الماضية؛ ما ينذر بموسم صيفي يمكن أن يكون الأحسن منذ سنوات. التوقعات المبشرة بخصوص تحقيق انتعاشة سياحية في مدن الشمال هذا العام تجد ما يدعمها بقوة من خلال الأرقام التي سجلها إقليمتطوان الذي يمثل إحدى نقاط الجذب السياحي المهمة، حيث سجل ارتفاعا مهما في عدد ليالي المبيت خلال شهر يونيو المنصرم. وقال منصف الطوب، رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بتطوان، إن القطاع السياحي بالإقليم حقق انطلاقة مهمة هذا الموسم، إذ سجل 26 ألفا و431 ليلة مبيت محققا ارتفاعا بلغت نسبته 34 في المائة مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي. وأوضح الطوب، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، نسبة ملء الفنادق بلغت 59 في المائة خلال شهر يونيو، والتي حققت بدورها ارتفاعا مشجعا بلغ 14 في المائة، بعدما كان في حدود 45 في المائة فقط خلال الشهر نفسه من 2024. وسجل رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بتطوان أن هذه الأرقام تمثل دفعة قوية للمهنيين والقطاع في الإقليم الذي يثبت سنة بعد أخرى أنه "الوجهة المفضلة لآلاف الأسر المغربية التي تفضل زيارتها والاستمتاع بشواطئها الجميلة والمتنوعة". وشدد المتحدث عينه على ضرورة العمل والاجتهاد والتنسيق بين مختلف المتدخلين في القطاع من أجل إنجاح الموسم الصيفي من أجل تأكيد مكانة المنطقة كرقم صعب في معادلة السياحة بالجهة وعموم البلاد. وأمام هذا الإقبال المتنامي، سجلت مصادر أن أسعار الكراء والحجز في الفنادق والإقامات عرفت ارتفاعا بلغ في بعض الأحيان 30 في المائة؛ وهو الوضع الذي علق عليه مهنيون سابقا بأنه يخضع للعرض والطلب، ويبقى طبيعيا مثل باقي القطاعات التي تشهد ارتفاع الطلب أكثر من العرض، في محاولة لتبرير هذه الارتفاعات. وتشير المعطيات الخاصة بالقطاع السياحي في جهة طنجةتطوانالحسيمة إلى هيمنة السياح الأوروبيين، من إسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، على قائمة الزوار الأجانب، إلى جانب تزايد ملحوظ في أعداد السياح القادمين من دول الخليج العربي، لا سيما خلال شهري يوليوز وغشت على مدن وسواحل الشمال. كما أن الطلب الداخلي من لدن العائلات المغربية القادمة من الدارالبيضاء وفاس والرباط يساهم بشكل كبير في تنشيط السوق السياحية المحلية ورفع نسب الملء في الفنادق ودور الضيافة. وكان يونس التازي، والي جهة طنجةتطوانالحسيمة، قد أعلن، في دورة مجلس الجهة، أن المؤشرات الأولية تصب في اتجاه تسجيل موسم سياحي ناجح يدفع باتجاه تعزيز جاذبية الجهة وموقعها كوجهة مفضلة لدى السائح المغربي، منوها بالمشاريع التي أنجزت والتي في طور الإنجاز من أجل تقوية القطاع وجعله أكثر تنافسية.