بمبادرة من البارون فرانسيس دولبيري، رئيس جمعية أصدقاء المغرب، ومحمد عامر، سفير المملكة المغربية لدى مملكة بلجيكا ودوقية لوكسمبورغ الكبرى، نظمت فعالية تقديم كتاب "بين ضفتين: بلجيكا-المغرب، تواريخ متوازية ومصائر متقاطعة"، أمس الخميس بمقر مجلس الشيوخ البلجيكي، بحضور مؤلفه حسن بوستة، أستاذ علم الاجتماع بجامعة لييج. في كلمته الافتتاحية، أشاد البارون فرانسيس دولبيري بجودة هذا العمل، الذي يُعد ثمرة بحث علمي دقيق ومعمق، مهنئًا مؤلفه على الجدية الأكاديمية والدقة المنهجية التي طبعت مساره. وأكد أن الكتاب يُسهم في إبراز عمق العلاقات بين المملكتين، ويقدم قراءة غنية تتيح فهماً أفضل للتاريخ المشترك بين المغرب وبلجيكا. وقدم حسن بوستة الخطوط العريضة لمؤلفه، الذي يسعى إلى تقديم قراءة موازية وشاملة لتاريخ البلدين في وثيقة واحدة، بهدف تعزيز رؤية متبادلة أكثر هدوءًا وثقة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. ومن خلال تناول تاريخي وسوسيولوجي وجيوسياسي، يستعرض المؤلف الإرث المشترك والتعاون متعدد الأبعاد والذاكرات المتداخلة التي ساهمت في بناء العلاقات الإنسانية والاقتصادية والثقافية والعلمية بين المغرب وبلجيكا. كما أكد رغبته في الإسهام في النقاشات الذاكرية المعاصرة، مع الحرص على تجنب فخّي النسيان والمبالغة في التبسيط، من أجل ترسيخ فهم متبادل قائم على المعرفة والاحترام المتبادل. تلت العرضَ مناقشة ثرية وبنّاءة أدارتها إليز لو موينغ–ماس، عضو جمعية أصدقاء المغرب. وقد ركزت المداخلات على أهمية هذا الكتاب كجسر للتبادل الفكري والثقافي بين البلدين، وعلى دوره في تعميق فهم الروابط التاريخية والاجتماعية بين الشعبين المغربي والبلجيكي. وفي كلمته الختامية، عبّر السفير محمد عامر عن شكره للمؤلف على هذا العمل القيم، ودعا الحضور إلى قراءة الكتاب الذي وصفه بأنه "عمل للذاكرة والمعرفة". وأوضح أن هذا اللقاء يأتي في مرحلة تاريخية من العلاقات الثنائية، تجسدها التوقيع على إعلان مشترك أكدت فيه بلجيكا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، التي تضع منطقة الصحراء "في إطار سيادة المملكة ووحدتها الوطنية"، مع التزامها بالتحرك على المستويين الدبلوماسي والاقتصادي بما ينسجم مع هذا الموقف. وأضاف السفير أن الأمر لا يتعلق باتفاق جديد، بل بمنعطف تاريخي مهم يعكس متانة العلاقات بين المملكتين ويفتح آفاقًا واعدة لمشاريع تعاون ملموسة خلال السنوات المقبلة، في ضوء الموقف البلجيكي الجديد من قضية الصحراء المغربية. واختُتمت الفعالية بأجواء ودية وحوار مثمر، عكسا عمق العلاقات المغربية البلجيكية والرغبة المشتركة في تعزيز الشراكة القائمة على الثقة والاحترام المتبادل والمستقبل المشترك بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.