استيقظت عفاف أبو عليا في وقت مبكر من يوم 19 أكتوبر للانضمام إلى أحفادها الذين يجمعون محصول الزيتون بالقرب من قرية ترمسعيا في الضفة الغربية، لكنها سمعت فجأة صوت امرأة تصرخ "مستوطنين. مستوطنين". ومن بين الأشجار خرج ملثمون وضرب أحدهم عفاف البالغة من العمر 55 عاما على رأسها بهراوة، حسبما قالت السيدة وأكده مقطع فيديو تحققت منه رويترز يظهر الهجوم. وفي حين يحاول الوسطاء تعزيز وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة، يقول مسؤولون فلسطينيون ومسؤولون في الأممالمتحدة إن أعمال العنف المكثفة التي يشنها مستوطنون إسرائيليون وتستهدف موسم حصاد الزيتون الفلسطيني في الضفة الغربيةالمحتلة استمرت دون هوادة. وقالت عفاف لرويترز يوم الأربعاء بينما كانت عينها اليمنى مصابة بكدمات جراء الاعتداء "ارتميت عالأرض... وبعدين ما شفتش حاجة". * رمز لارتباط الفلسطينيين بالأرض منذ بدء موسم الحصاد في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر تشرين الأول، وقع ما لا يقل عن 158 هجوما في مختلف أنحاء الضفة الغربيةالمحتلة، وفقا لأرقام نشرتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة للسلطة الفلسطينية. وقال أجيث سونجاي مدير مكتب مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن هناك زيادة بنسبة 13 بالمئة في هجمات المستوطنين في الأسبوعين الأولين من موسم حصاد عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها في 2024. ويقول ناشطون ومزارعون إن العنف اشتد منذ الهجمات التي قادتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والتي أشعلت فتيل الحرب في غزة قبل عامين. ويضيفون أن المستوطنين يستهدفون أشجار الزيتون لأن الفلسطينيين يعتبرونها رمزا لارتباطهم بأرضهم. ويقول الناشط الفلسطيني أدهم الربيعة إن شجرة الزيتون رمز للصمود الفلسطيني. وقال سونجاي إن المستوطنين أحرقوا هذا الموسم عددا من البساتين، وقطعوا أشجار زيتون بالمناشير، ودمروا منازل وبنية تحتية زراعية. وذكر في تحديث دوري حول موسم حصاد الزيتون يوم الثلاثاء "ارتفعت حدة ووتيرة عنف المستوطنين بشدة، مع موافقة ودعم، وفي كثير من الحالات مشاركة، قوات الأمن الإسرائيلية – ودائما مع الإفلات من العقاب". وقال المجلس الإقليمي ماطيه بنيامين، الذي يحكم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية في منطقة ترمسعيا، إنه يدين "كل حالة عنف تحدث" في المنطقة. وأشار إلى أن المستوطنين كانوا يحملون أسلحة "مخصصة للدفاع عن النفس فقط".