بعد أقل من أسبوع من صدق توقعات "مجتهد"، صاحب الحساب الشهير في تويتر بتسريبه معلومات عن الأسرة الحاكمة في السعودية، عن "تغييرات مرتقبة في مناصب سيادية عليا" بالبلاد، عزّز وصول العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى المغرب، يوم الثلاثاء، في زيارة خاصة من مصداقية "مجتهد"، وذلك بعد أن استبق السفر بالإعلان عنه. وفي 8 ماي الجاري، قال "مجتهد" في تغريدة له على "تويتر" إن "الملك (العاهل السعودي) بعد حصول تحسّن طفيف في صحته يتحمّس للذهاب للمغرب، والأطباء يبذلون جهدًا كبيرًا في إقناع أبنائه بخطورة السفر عليه وثنيه عن السفر". كما جدد ذات "المغرِّد" في 18 ماي الخبر عينه بالتأكيد على أن "الملك يصر على السفر للمغرب رغم تحفّظ الأطباء وربما يغادر خلال ساعات أو أيام.. سبحان الله ما هذا العشق للمغرب ؟؟" يتساءل مجتهد. وغادر العاهل السعودي، غربي السعودية، متوجهًا إلى المغرب في "إجازة خاصة"، حيث استقبله الأمير مولاي رشيد مساء الثلاثاء بمطار محمد الخامس الدولي للدار البيضاء. وقبيل مغادرته، أصدر العاهل السعودي الذي يعاني صعوبة في المشي بعد الانزلاق الغضروفي الحاد الذي تعرّض له، أمرًا ملكيًا، أناب فيه ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، في إدارة شؤون الدولة خلال فترة إجازته. وكانت تساؤلات قد أثيرت مجددًا حول هوية "مجتهد" قبل أيام، وذلك بعد أن صدقت توقعات أطلقها في تغريدات عن "تغييرات مرتقبة في مناصب سيادية عليا" بالبلاد. وتم الإعلان في 14 ماي الجاري عن عدد من الأوامر الملكية تم بمقتضاها تعيين الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود نائب وزير دفاع، بعد إعفائه من منصبه كأمير منطقة الرياض، إضافة إلى تعيين الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز (نجل العاهل السعودي) أميرًا لمنطقة الرياض بمرتبة وزير. وكان حساب" مجتهد"، الذي لا تعرف حتى اليوم الهوية الحقيقية لصاحبه، قد كشف في 9 ماي الجاري عن تغييرات مرتقبة في عدد المناصب أبرزها وزارة الدفاع، معتبرًا أن هذه التغييرات تهدف لسيطرة أنجال العاهل السعودي والموالين لهم على الوزارات الهامة تمهيدا لإزاحة ولي العهد السعودي، لكي يتم التمهيد الطريق لمتعب نجل العاهل السعودي ووزير الحرس الوطني للوصول للحكم. وقال "مجتهد" إن "صاحب القرار في التعيينات هو خالد التويجري (رئيس الديوان الملكي ) بالتنسيق مع الملك وابنه متعب والهدف هو تهيئة الأرضية لصعود متعب للمُلك رغم أنف الجميع"، لافتا إلى أن "أول جزء من خطة التويجري (ومتعب) هي إبعاد سلمان بن عبدالعزيز (ولي العهد ووزير الدفاع) وأبنائه عن وزارة الدفاع وتعيين شخص مضمون الولاء للملك وأبنائه في هذا المنصب". وبيّن أن "مرشح التويجري ومتعب للدفاع هو خالد بن بندر (أمير الرياض) بصفته صاحب تجربة عسكرية تؤهله للمنصب بزعم أن البلد مقبل على تحديات عسكرية خطيرة". وبعد 5 أيام من تغريدات مجتهد، أصدر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أمرًا ملكيًا أعفى بمقتضاه الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز (نجل ولي العهد السعودي الراحل) من منصبه كنائب وزير الدفاع بناءً على طلبه، وعيّن بدلا منه الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، بعد إعفائه من منصبه كأمير منطقة الرياض. كما سبق أن قال "مجتهد" في 22 أبريل الماضي أنه "تجري حاليا تفاهمات سرية كبيرة بين السعودية وإيران برعاية عمانية ومباركة أمريكية ربما تتوج قريبا بتوجيه دعوة لروحاني لزيارة السعودية". وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، في 13 مايور الجاري إنه سبق وأن وجّه دعوة (لم يحدد موعدها) لنظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، لزيارة بلاده ولكن هذه الزيارة لم تتحقق. وعقب إعلان وزير الخارجية السعودي، قال "مجتهد": "تأكيدا لما قاله مجتهد قبل 3 أسابيع سعود الفيصل يرحّب بوزير الخارجية الإيراني وتفاهم علني بعد التفاهم السري مع إيران". وحساب "مجتهد" حساب شهير في السعودية، يقوم بتسريب معلومات عن الأسرة الحاكمة بالسعودية، وحتى اليوم لا تعرف الهوية الحقيقية لصاحب الحساب، ومعظم التخمينات تدور حول شخصيتين رئيسيتين هما المعارض السعودي في لندن سعد الفقيه، وأحد الأمراء الذي أحرج الرياض بعدة موضوعات ك"الفساد المالي في المملكة"، وتم إعادته بطريقة خاصة من سويسرا إلى البلاد في يونيو 2003، وترجح التخمينات أنه شخص ذو "خلفية إسلامية". وبدأ حساب "مجتهد" في التغريد يوم 21 يوليو من عام 2011، ويتابعه نحو 1.41 مليون معظمهم من السعوديين، كما سبق أن كشف وثائق ومعلومات "دقيقة وحساسة" في حسابه عن الفساد المالي والإداري، بل وحتى المعلومات الشخصية وكيفية إدارة الدولة من قبل القيادات المتنفذة فيها.