شكل الحراك السياسي في الجزائر خاصة من جانب المعارضة، ومستجدات المسار الانتخابي في تونس، ودور المحاظر والمساجد في موريتانيا ، أبرز المواضيع التي تناولتها الصحف المغاربية الصادرة اليوم الأربعاء. ففي الجزائر، تناقلت الصحف الاجتماع الذي سيعقده أقطاب المعارضة، اليوم، لتنصيب (هيئة التنسيق والمتابعة)، تطبيقا لتوصيات ندوة عقدوها في يونيو الماضي بضواحي الجزائر العاصمة. ووفق الصحف، فإن هذا الاجتماع ستحضره 23 شخصية سياسية وحزبية، بالإضافة إلى الأعضاء الستة المكونين لتنسيقية الانتقال الديمقراطي، مشيرة إلى أن الاجتماع سيشهد غياب رئيسي الحكومة سابقا، مولود حمروش وسيد أحمد غزالي، في حين أكد حزب جبهة القوى الاشتراكية عدم تلقيه الدعوة. ونقلت صحيفة (وقت الجزائر) عن عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم (إسلامي) قوله أن اجتماع اليوم "خطوة مهمة أخرى تدل على تطور العمل في الجزائر من حيث نضجه ومرونته وديمومته وضمان التواصل والبناء التراكمي والتعاون جميعا من أجل تطوير توعية الرأي العام وإشراك الشعب في التغيير الديمقراطي". وبعيدا عن الهم السياسي، خصصت صحيفة (الخبر) ملفا عن وضعية السجون بالجزائر استخلصت فيه أنها "ضاقت بنزلائها والإصلاحات تسير بسرعة السلحفاة". وقالت الصحيفة إنه "من المفروض أن تشهد المنظومة العقابية "نقلة نوعية" وجملة من الإصلاحات التي تمس الإطار التشريعي لتطبيق السياسة العقابية، لكن السنوات التي خلت أثبتت أن إصلاح السجون مس الطابع الإداري أكثر من الطابع الإنساني للمسجونين"، ناقلة عن المتابعين لقطاع العدالة، وبالخصوص إدارة السجون، إن الاكتظاظ أضحى "علامة مسجلة" للمؤسسات العقابية وهو واقع يمكن التأكد منه بواسطة زيارة بسيطة لأحد السجون للوقوف على حجم الكوارث. وذكرت أن ما تتباهى به وزارة العدل من إصلاحات إنما هي "عناوين فضفاضة يسقطها متابعون في الماء لأنها إصلاحات لم تحقق أهدافها رغم مرور 15 سنة على إعلانها (1999) و9 سنوات على صدور القانون الجديد للمؤسسات العقابية (2005)". من جهة أخرى، أثارت صحيفة (الشروق) موضوع موسم الاصطياف برسم الموسم الجاري. وقالت إن جمعيات حماية المستهلك والوكالات السياحية صنفته ك"أسوأ المواسم على الإطلاق"، بسبب "انتشار ظاهرة زحف سماسرة الكراسي والطاولات على الشواطئ التي تحولت إلى ملكية خاصة، بسبب دفاتر شروط مشبوهة، تم من خلالها إقدام الأميار (رؤساء البلديات) على كراء الشواطئ للخواص الذين حولوها إلى ملكية خاصة يجبرون فيها المصطافين على دفع مبالغ خيالية من أجل السباحة والاستجمام". واتهمت جمعية حماية المستهلك رؤساء البلديات "ببيع الشواطئ واستنزاف أموال المستهلكين"، في حين انتقدت الوكالات السياحية هذه الظاهرة وانتقدت مديريات السياحة "بسبب استقلالها من تسيير وتنظيم الشواطئ التي باتت مصدرا للثراء على حساب العائلات البسيطة"، وفق الصحيفة. واهتمت الصحف التونسية ، على الخصوص ، بمستجدات المسار الانتخابي في سياق فتح باب الترشيحات للانتخابات الرئاسية المقبلة. وفي هذا السياق كتبت صحيفة (الشروق) أن رئيس (حركة نداء تونس) قدم أمس ترشحه للانتخابات الرئاسية رسميا لدى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. ونقلت الصحيفة عن باجي قايد السبسي في حوار أجرته معه قوله إنه حتى وإن حصل حزبه على الأغلبية في الانتخابات الرئاسية والتشريعية " فإنه لن يحكم بمفرده، وسوف يكون حكم تحالف مع الأحزاب التي لها نفس مرجعياتنا، وتؤمن بالديمقراطية"، مؤكدا أن " عهد التغول قد انتهى". وكتبت صحيفة (المغرب) أن حركة النهضة تطرح مبادرة حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات، إلى جانب مبادرة المرشح التوافقي للانتخابات الرئاسية. ونقلت الصحيفة عن أسامة الصغير المتحدث باسم مجلس شورى الحركة تأكيده على أن هذه المبادرة "استمرار في نهج التوافق الذي اختارته الحركة"، مضيفا أن حركته جربت التوافق و"تنوي تقويته وتوسيعه بناء على نتائج الانتخابات، وأنها تؤمن أن التوافق والتشارك أساس الحكم السياسي في تونس". وكتبت صحيفة (الصباح) في افتتاحيتها أن سباق الانتخابات الرئاسية المرتقب الذي يفترض أن يكون موعدا لاختيار الأفضل والأكثر كفاءة وقدرة وثقة وحرصا على جمع شمل التونسيين "يكاد يتحول إلى ما يشبه المزاد العلني"، مضيفة "الأهم أن الناخب التونسي بلغ درجة من الوعي السياسي ما سيجعله يفكر بدل المرة ألفا قبل تحديد خياره، ولن يقبل إلا باختيار الأفضل ومن يستحق فعلا أن يحظى بثقة الناخبين". من جهة أخرى، وتحت عنوان "قطاع الصحة العمومية: إضراب 62 ألف عون يومي 11 و12 شتنبر"، توقفت صحيفة (الضمير) عند الإضراب الذي من المقرر أن تخوضه الجامعة العامة للصحة. ونقلت الصحيفة عن الكاتب العام للجامعة تأكيده أن الإضراب يأتي نتيجة "تدهور منظومة الصحة العمومية، وافتقار القطاع إلى الحد الأدنى من مستلزمات الخدمة العمومية"، مشددا على أن الجامعة ستتخذ "إجراءات تصعيدية إذا لم تتم الاستجابة لمطالبها". وفي موريتانيا، تناولت الصحف المحلية جملة من المواضيع من بينها دور المحاظر والمساجد في موريتانيا، باعتبارها قلاعا تاريخية للعلم، وترؤس موريتانيا اجتماعا طارئا حول دعم المجهود الجماعي القاري لمكافحة الحمى النزيفية (إيبولا). فعن الموضوع الأول، ذكرت صحيفة (الشعب) - استنادا إلى إحصائيات رسمية - أنه توجد في موريتانيا 6489 وحدة للتعليم الأصيل (محظرة)، مشيرة إلى أن المحاظر القرآنية تستقطب 116 ألف و932 طالبا منهم 35 ألف و214 بنتا، ويتابع 53 ألف و921 منهم بموازاة معها التعليم النظامي في المدارس العصرية ، بينما يصل عدد الأجانب بهذه المدارس الدينية إلى 4781 دارسا. وذكرت الصحيفة بأن مساجد موريتانيا تصنف باعتبار نوعية بنائها إلى ثلاثة أصناف، وهي الجامع والمسجد والمصلى، ملاحظة أن أكثر من نصف هذه الوحدات رأى النور في العشر سنوات الأخيرة، وأن ما يزيد على 53 بالمائة منها يفتقر إلى الترخيص. وخلصت الصحيفة إلى أن خريجي التعليم المحظري الموريتاني "كانوا في المحافل الإسلامية العالمية خير سفراء لبلدهم ومجتمعهم تبوأت به موريتانيا مراتب عالية"، مشيرة إلى أن المحظرة" ساهمت في إمداد الدولة الموريتانية عند نشأتها بكفاءات وأطر متميزة". على صعيد آخر، توقفت الصحف الموريتانية عند ترؤس موريتانيا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اجتماعا طارئا حول دعم المجهود الجماعي القاري لمكافحة الحمى النزيفية ( إيبولا ) والذي تمت خلاله دراسة تقرير حول تداعيات هذا الوباء الفتاك وآثاره الاجتماعية والاقتصادية وطرق مواجهته.