المغربُ يتحوَّلُ إلى طريقٍ أثيرة عندَ مهربِي عاج الفيلة، بصورة غير قانونيَّة، حسبَ ما جرى الكشفُ عنه منْ لدن مدير المصالح الجمركيَّة التايلانديَّة في العاصمة بانكُوك، على هامش ندوةٍ رصدتْ البلدان الجديدة التي باتَ المهربُون يلجؤُون إليها لتهريب المادَّة الثمينة، إثر تضييق الخناق عليهم في محطَّات تقليديَّة. المسؤُول برايُوتْ مانيشُوت، قال إن تهريب عاج الفيلة نحو التايلاند وأسواق آسيوية أخرى، بات يجرِي منْ مجموعة بلدان جديدة، وهيَ بلدانٌ تضم إلى جانب المغرب كلا من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا ونيجيريا وماليزيا وبلجيكا والإمارات، علاوةً على جنُوب إفريقيا. وزاد المتحدث أنَّ السلطات التايلاندية حجزت خلال الأشهر القليلة الماضية كميات من عاج الفيلة، تم استقدامها من إفريقيا، خارج نطاق القانون، منْ مجمل الدول التي تم جردُ قائمتها. موضحًا أنَّ ثمة تفاوتًا في الإجراءات المتخذَة حيال المحجوزات، إذ تتراوح بين إتلافها، أوْ إعادتها إلى البلدان الأصل التي هربتْ منها، أوْ الاحتفاظ بها إلى حين حين إجراء تحقيقات معمقة بشأنها. وتشكلُ تجارة العاج والحيوانات المتوحشة وجلودها، ثالث نشاط تجارِي غير قانوني حول العالم، بعد كل من المخدرات والأسلحة، حتى أن منظمة الأممالمتحدة نبهت عام 2011 إلى أن معدله 45 فيلا يجري قتلهُ كل يوم لأجل الاستفادة من العاج، نتيجة رواج تجارته. أرقامٌ أممية أخرى تشيرُ إلى أن ما يربُو على سبعة عشر ألف فيل تم قتله، في سنة 2011 فقط، كما أن حجم المحجوزات التي تم ضطبها زادتْ بأضعاف ثلاثة، خلال الأعوام الأخيرة؛ الأمر الذي يهددُ الفيلة في إفريقيا الوسطى كما في دول أخرى من القارة السمراء. وبالنظر إلى المكانة التي يتبوؤها الفيل في دول آسيوية مثل الصين والفلبين والتايلاند، يكثرُ الطلب بصورة يشجعُ المهربين على ارتكاب مزيدٍ من "الجرائم" في حق الحيوان، إذْ يستعمل في الديكور كما في بعض الطقُوس الدينية في المنطقة، وبما أن تلك الدول صاعدة وتسير أوضاعها الاقتصادية نحو التحسن فإن طلبًا أكبر سيصدرُ في المستقبل. ومن أكثر الدول التي تشهدُ "مجازر" للفيلة في سبيل انتزاع العاج؛ الكاميرون والتشاد، والغابُون، فِي عمليات تعتمدُ على أسلحة بات أكثر فتكًا، فيما يجرِي العمدُ في أحيان أخرى إلى تسميم الفيلة، وهو ما ينتقدهُ المنافحُون عن الحيوَان بشدَّة.