مثل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، الملك محمد السادس في حفل انتهاء عملية إعادة تأهيل المقابر اليهودية في المغرب، الذي انعقد بمقر مجلس الشيوخ الأمريكي، تحت رعاية العاهل المغربي، مبرزا أن إعادة تأهيل المقابر اليهودية بالمغرب "عمل جبار ومتقن تم بتعليمات من الملك". وبعد أن أكد التوفيق، مساء أمس بواشنطن، أن تأهيل المقابر اليهودية بالمغرب عملية تتوخى تخليد الذاكرة، والحياة والموت"، أشار إلى أن "التعايش طبع دائما العلاقات الأخوية بين اليهود والمسلمين عبر التاريخ العريق للمغرب، موردا أهمية المساهمة الملموسة للجالية اليهودية في تشكيل المجتمع. وأوضح الوزير ذاته أن إرث هذه المساهمة في الحضارة المادية واللامادية للمغرب "يثير الإعجاب"، مشيرا إلى مساهمة اليهود المغاربة في التراث اليهودي العالمي، خاصة في مجالات علم اللاهوت والفلسفة والأدب. وأكد التوفيق، في هذا السياق، أن المغرب يرتكز على نموذج مؤسساتي مندمج، يعبئ خلاله الدين الجميع، من أجل نشر الفضائل لتحصين الذات ضد كل أشكال التطرف"، مبينا أن "الاستقرار والتوازن، اللذين يتمتع بهما المغرب، نابعان من المعرفة العميقة بالأهداف الأساسية والعليا للدين والتقاليد الثقافية المغربية". وبخصوص مؤلف "إعادة تأهيل مقابر اليهود بالمغرب، بيوت الحياة"، الذي تم تقديمه خلال هذا الحفل، اعتبر وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أن هذا الكتاب، الذي يبرز الأعمال الهندسية الجميلة التي أنجزت بهذه المقابر عبر جهات المغرب، هو نتيجة "إرادة ملكية" بحسب تعبيره. وجرى هذا الحفل، بحضور السفير المتجول للملك، الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، سيرج بيرديغو، وسفير المغرب بواشنطن، رشاد بوهلال، وزعماء بالديانات التوحيدية الثلاث، وأعضاء بالكونغرس ومسؤولين بالخارجية الأمريكية، ومديري عدد من مجموعات التفكير الموجودة بالعاصمة الفيدرالية الأمريكية.. ويبرز مؤلف "إعادة تأهيل مقابر اليهود بالمغرب، بيوت الحياة" عملية همت 167 موقعا ب14 جهة بالمملكة، والتي استمرت أربع سنوات، ويعد هذا المؤلف، الواقع في 151 صفحة من الحجم الكبير، بمثابة دراسة ل "بيوت الحياة" تبعا لخصائصها، عبر تقديم تلخيص واف معزز بالوثائق. وأكد 27 من كبار الحاخامات اليهود المغاربة من عشرة بلدان في شهادة عرفان ودعاء صالح للملك محمد السادس أدرجت في مطلع المؤلف، أنه ترميم في العمق تم القيام به من أجل حماية وإصلاح ما أفسدته عوائد الزمن، بهدف استعادة كرامة وحرمة "بيوت الحياة"، والأموات الذين يرقدون داخلها في سلام، بما يدخل الطمأنينة على أسرهم أينما وجدوا في العالم.