شارك آلاف البوسنيين في "مسيرة السلام" التي انطلقت من بلدة "نزوك" إلى مدينة سربرنيتسا، إحياءً للذكرى ال21 للمجزرة التي ارتكبتها قوات الصربية في 11 يوليوز 1995. وتجمع أكثر من 5 آلاف شخص من المتعاطفين مع الضحايا والناجين من المجزرة في "نزوك"، حيث قرأوا الأدعية ووقفوا حدادا على أرواح ممن قضوا فيها، ومن ثم بدأوا في "مسيرة السلام" أو التي يطلق عليها السكان المحليون اسم "مسيرة الموت" التي تنظم للمرة الثانية عشرة. ويعتزم المشاركون في المسيرة الوصول، يوم بعد غد الأحد 10 يوليوز، إلى النصب التذكاري في مقبرة "بوتوشاري" شمال شرقي البوسنة، بعد قطعهم طريقا يمتد نحو 100 كيلومتر. ويسلك المشاركون طريق الغابات والتلال، التي مر عبرها في يوليوز 1995 بالاتجاه المعاكس آلاف البوسنيين من سربرنيتسا، هربا من القوات الصربية. وأشار "منير حبيبوفيتش"، أحد أعضاء اللجنة المنظمة للمسيرة، إلى مشاركة أشخاص من دول عديدة في هذه المسيرة المستحضرة لمجازر الصرب في البلاد. وقال "جازم أحميج"، البالغ من العمر 59 عاما والذي يشارك للمرة السابعة في المسيرة، "ينبغي على كل شخص أن يشارك طوال حياته مرة على الأقل في المسيرة، الشيء الوحيد الذي أشعر به في كل مرة أشارك فيه هو الحزن والألم لهذه المأساة الإنسانية". من جانبه قال "مولود دوغرار"، القادم من ولاية "سينوب" التركية، مع زوجته واثنين من أبنائه، إنه "لأول مرة نشارك في المسيرة"، وزاد: "جئنا كي نعبر عن تضامننا مع الأمهات اللاتي فقدن أولادهن في مجزرة سربرنيتسا، ومشاطرة أحزانهن". ولفت "باريش يورويوش"، القادم مع والدته من أمريكا، إلى أهمية المشاركة قائلا: "المأساة التي عاشها الناس في سربرنيتسا تبعث الأسى، كما أن التواجد هنا شيء مهم للغاية، لأن قلة قليلة من الناس في العالم على علم بما حدث في البوسنة". جدير بالذكر أن القوات الصربية، بقيادة راتكو ملاديتش، دخلت سربرنيتسا في 11 يوليوز 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأممالمتحدة، وارتكبت خلال عدة أيام مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني، تراوحت أعمارهم بين 7 سنوات و70 عامًا، وذلك بعدما قامت القوات الهولندية العاملة هناك بتسليم عشرات الآلاف من البوسنيين إلى القوات الصربية.