في الوقت الذي تسابق فيه بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، الزمن لتصبح مراكش "مدينة والجة" قبل نهاية الولاية الحكومية الحالية، واستضافتها للمؤتمر العالمي حول المناخ؛ يبدو أن مقاسمها الانتماء إلى الحزب نفسه، العربي بلقايد، عمدة المدينة الحمراء، يتوجه إلى ضرب مجهودات الحكومة التي يتقاسم معها اللون السياسي عرض الحائط بإفشال مشروع الوزيرة الإسلامية. ويعد مشروع الولوجيات بمدينة مراكش ثمرة مجهود بين الحكومة وبين البنك الدولي، على أن يتم تعميمه بشراكة مع مجالس الجهات والعمالات في كل تراب المملكة.. بينما تقول معطيات توصلت إليها جريدة هسبريس إن عمدة مراكش يقف حجر عثرة في طريق إنجاز مشروع الولوجيات. وتفيد مصادر هسبريس، التي طلبت التحفظ على اسمها، بأن العربي بلقايد يسعى جاهدا إلى عدم إتمام مشروع الولوجيات في مقرّ مجلس مدينة مراكش؛ وذلك حتى لا يستقبل في مكتبه الموجود في الطابق الأول جمعيات ذوي الإعاقة، التي يستلزم ولوجها إلى الطابق توفر مصعد خاص. وحسب التصميم الذي اطلعت عليه هسبريس فإن تجهيز مجلس مدينة مراكش بالولوجيات يتضمن مصعدين خاصين؛ أولهما يؤدي إلى الطابق تحت أرضي الذي توجد فيه بعض المصالح الإدارية، والثاني يوصل إلى الطابق الأول الذي يوجد فيه مكتب العمدة. وتُسرّ المصادر نفسها أن ما أنجز هو فقط مصعد وحيد يؤدي إلى الطابق السفليّ، أما المصعد الثاني فقد جرى توقيف الأشغال فيه بأمر من العمدة. ويشكل مشروع الولوجيات في مدينة مراكش تجربة نموذجيا يمكن أن تكون نواة ل"مغرب والج"، يستمتع فيه كل المواطنين بحقهم في التنقل بشكل مستقل عن الآخرين؛ غير أن ما يميز البناية التي يوجد بها المجلس الجماعي كونها تدخل ضمن التراث المعماري للمدينة، والذي تصنفه منظمة "اليونيسكو" تراثا عالميا. هذا التصنيف الدولي جعل من مشروع تجهيز البناية بالولوجيات أمرا يحتاج إلى كثير من الدراسات والتي استمرت قبل انتخاب العمدة الجديد. وحتى ينجلي اللبس حول قضية توقيف عمدة مراكش لورش الولوجيات في المجلس الذي يسيره العربي بلقايد، اتصلت هسبريس بالأخير؛ إلا أنه لم يقدم إجابات واضحة، حيث تحجج المسؤول الأول عن تدبير عاصمة النخيل، في بداية الاتصال، بكونه في عطلة ولا يعلم بتفاصيل المشروع، ليجدد الاتصال بعد ساعات بهسبريس؛ طالبا التوضيح بعد الاطلاع على الملف. وقال عمدة مراكش إن مشروع تجهيز مبنى المجلس بالولوجيات انتهى العمل فيه، موضحا أن الطابق الأول لا يدخل ضمن المشروع، ضاربا للجمعيات المعنية بملف الإعاقة وعدا على أن تتم برمجة الشطر المتبقي في دورات المجلس اللاحقة. وعكس ما صرح به العربي بلقايد، فإن التصميم الذي تتوفر جريدة هسبريس الإلكترونية على نسخة منه يدخل في صلبه تمكين كل مرافق المجلس لتصبح في خدمة الأشخاص في وضعية إعاقة. وعُلم من مصادر مقربة من الملف أن العمدة اختار أن يبدأ أول أيام عمله بلقاء شبه رسمي مع لجنة الولوجيات، مطالبا من أعضائها عدم تسريب قضية تَوَقُّف المشروع إلى الصحافة، "تفاديا للبلبلة مع اقتراب الانتخابات"، على حد قوله. وحسب معطيات سبق أن نشرتها جريدة هسبريس، فإن البَدْء بإنجاز برنامج الولوجيات سيعرف انطلاقته من مدينة مراكش، قصد جعلها مدينة نموذجية في هذا المجال؛ وذلك بمبلغ مالي يُقَدَّر بحوالي 3 ملايين دولار أمريكي ممنوح من الحكومة اليابانية عن طريق البنك الدولي، على أن يتم إجراء دراسات تشخيصية للولوجيات بالمدن الكبرى للمملكة مثل الرباط والدار البيضاء ووجدة وطنجة، وتعميم التجربة على باقي المدن المغربية في المقبل من السنوات.