فوضى مواقف السيارات تتحوّل إلى خدمات ذكية بمدينة فاس

أقدمت الجماعة الحضرية لفاس على تغييرات جذرية لتنظيم مواقف السيارات بربوع المدينة؛ وذلك بتوحيد بذلة حراس هذه المرافق وتثبيت علامات خاصة تشير إلى تسعيرة استعمالها تحمل رقمين هاتفيين للتبليغ عن أي تجاوزات، كما تم طلاء مكان المواقف باللون الأزرق للإشارة إلى الأماكن التي يتم فيها الوقوف بالأداء، فيما ظل استعمال المواقف التي لا تحمل هذه "الإشارات" مجانيا.
تدابير لتجاوز ظاهرة التسيب
يأتي تبني هذا المشروع بعد أن عاشت مواقف السيارات بفاس، لعقود طويلة، على إيقاع الفوضى؛ حيث كانت تُفرض على مستعمليها تسعيرة تحدد حسب أهواء حراس هذه المواقف، كما كانت المجانية منها تحت سيطرة أصحاب ذوي السوابق الذين كانوا يتحكمون فيها دون حسيب ولا رقيب، ويفرضون فيها قوانينهم ويحددون تسعيرة الأداء كما يشاؤون.
وبحسب محمد الحارتي، نائب عمدة فاس، الذي تحدث لهسبريس عن التدابير التي اتخذها المجلس الجماعي الحالي للارتقاء بالخدمة العمومية التي تقدمها محطات وقوف السيارات بالمدينة، فإن المجلس الحالي وجد بعد تقلده لمهام التسيير العديد من الشركات التي تربطها عقود كراء تدبير محطات وقوف السيارات؛ حيث بادرت الجماعة إلى عقد لقاء مع أصحابها تم من خلاله حثهم على احترام دفتر التحملات قصد تجويد هذه الخدمة.
وقال المتحدث: "للمساهمة في إنجاح هذه العملية، أخذت الجماعة الحضرية لفاس على عاتقها تثبيت لوحات خاصة بمحطات الوقوف تشير إلى تسعيرة الاستفادة من هذه الخدمة، حددت في درهمين خلال فترة النهار وخمسة دراهم خلال فترة الليل، كما تم وضع رقمين هاتفيين على هذه اللوحات يمكن من خلالهما التبليغ عن أي تجاوزات، وذلك إما بالاتصال هاتفيا عبر الرقم الأخضر أو التواصل مع مصلحة تقديم الشكايات عن طريق استعمال تطبيق واتساب".
محاطات الغد مرافق ذكية
الحارتي أورد أن جماعة فاس، وبالموازاة مع هذه العملية، تشتغل على مشروع "محطات الغد"، الذي يرتكز على الانتقال إلى الخدمة الذكية لتدبير أماكن وقوف السيارات، ما سيمكن السائقين من "العثور" على مكان لركن سياراتهم بشكل سريع وبكل سهولة بفضل استعمال تطبيق إلكتروني على الهواتف المحمولة يحدد أقرب محطة للوقوف، وتلك المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرها من الخدمات.
وأوضح نائب عمدة فاس، في حديثه مع هسبريس، أن هذه المنصة الإلكترونية ستمكن السائقين من تأدية واجب الاستفادة من محطات الوقوف عن بعد؛ أي من داخل سياراتهم أو من أي مكان كانوا يتواجدون فيه خلال فترة ركن سياراتهم بهذه المرافق؛ "مثل تعبئة الهاتف النقال تماما؛ حيث سيُقتطع واجب الاستفادة من محطات الوقوف من الرصيد المعبأ تبعا للمدة الزمنية التي ركن فيها السائق سيارته"، يضيف محمد الحارتي، الذي أكد أن هذه الخدمة تدخل في إطار عدد من المشاريع التي تنكب عليها جماعة فاس لتحويل المدينة إلى مدينة ذكية.
ووصف المتحدث ذاته هذه الخدمة الذكية لاستغلال مواقف السيارات بالأولى من نوعها التي سيتم تطبيقها بالمدن المغربية، والتي يُعول عليها مجلس مدينة فاس للمساهمة في التقليل من الاكتظاظ بشوارع المدينة عبر جعل مهمة عثور السائق على مكان لركن سيارته أمرا سلسا لا يحتاج إلى الكثير من البحث والجولان.
ووافق مجلس الجماعة الحضرية لفاس على خلق شركة للتنمية المحلية للإمساك بزمام تدبير الخدمات العمومية المحلية، بما فيها تدبير مواقف السيارات بالمدينة، سواء تلك التي توجد على الطريق وغير مكتراة للشركات الخاصة أو تلك التي سيتم بناؤها من طرف الجماعة؛ وذلك قصد الارتقاء بهذه الخدمة نحو الأفضل لكونها تشكل إحدى الواجهات لتسويق صورة المدينة.