تعرف مدينة وزان في الآونة الأخيرة ارتفاع حالات الضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض؛ وذلك بشكل أضحى يؤثر على السير العادي للحياة ويؤرق بال الساكنة. ارتفاع الظاهرة بنسبة ملفتة للأنظار غدا معه سكان المدينة وضيوفها لا يمر يومهم دون التداول في جريمة وخلافات جديدة وسط الشارع العام، وتعداد ضحاياها المتساقطين تباعا. في هذا الصدد، قال نور الدين عثمان، الكاتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بوزان، إن "استفحال الظاهرة واقترانها باعتداءات جسدية بالأسلحة البيضاء بات يؤثر على سكينة المدينة الصغيرة وطمأنينة روادها"، مرجعا ذلك إلى تفشي المخدرات والفقر. وعاب الفاعل الحقوقي ذاته نقص دوريات الأمن ونقص تفعيل حملات تمشيطية، بالنظر إلى وجود نقاط سوداء بالمدينة، خاصة وسط الأحياء العليا، لافتا إلى غياب المجتمع المدني والمنتخبين والفعاليات السياسية عن المشاركة في محاربة الظاهرة عبر التحسيس والوقاية. من جانبه يرى محمد مرغاد، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بوزان، أن الوضع الأمني مستقر وعرف تقدما ملحوظا، مشيدا في هذا الصدد بمجهودات العناصر الأمنية في محاربة الجريمة واستهلاك المخدرات. وطالب الفاعل الحقوقي، في تصريح لهسبريس، الجهات المسؤولة بتكثيف الجهود وتفعيل جولات بين الفينة والأخرى بالأحياء الهامشية والعليا من المدينة للقضاء على أوكار الفساد، للحفاظ على نعمتي الأمن والاستقرار بالمدينة الصغيرة. ويستقبل "قسم المستعجلات بمشفى دار الضمانة يوميا عشرات الحالات لاعتداءات جسدية بليغة بالأسلحة البيضاء، كان آخرها ليلة الأحد؛ ويتعلق الأمر بشاب عشريني تعرض لطعنة سكين أحدثت جرحا غائرا على مستوى البطن، خضع إثرها لعملية جراحية بمشفى محمد الخامس بشفشاون. من جانبه قال مصدر أمني لهسبريس إن مصالح المنطقة الإقليمية للشرطة بوزان أوقفت، بين الفترة الممتدة من 19 يوليوز إلى غاية 8 من غشت، ما يزيد عن 107 أشخاص في قضايا إجرامية مختلفة، بعد عمليات أمنية تمشيطية بعدة أحياء المدينة. وحسب المصدر ذاته، فإن 29 شخصا من الموقوفين جرى إيقافهم من أجل الاتجار واستهلاك المخدرات، و15 شخصا من أجل الضرب والجرح بالسلاح الأبيض. كما تم اعتقال شخص واحد كان يروج المشروبات الكحولية، وآخر من أجل استهلاك الأقراص المهلوسة. وأشار المصدر ذاته إلى أن عدد الأشخاص المقدمين أمام أنظار العدالة بلغ 29 شخصا، أوقفتهم عناصر الضابطة القضائية، و27 شخصا أوقفتهم عناصر أمنية بالدائرة الأمنية الأولى، و19 شخصا بالدائرة الثانية، لافتا في الوقت نفسه إلى قيام دوريات راكبة وأخرى راجلة بحملات تمشيطية بمختلف الأحياء قصد إيقاف الجانحين والمخالفين للقانون، ومبرزا في هذا الباب "الاستقرار" الذي تشهده المدينة على المستوى الأمني.