هيمن التحدي الانفصالي الكاتالوني على عناوين الصحف الصادرة اليوم السبت ببلدان أوروبا الغربية وذلك عشية تنظيم الاستفتاء المثير للجدل حول استقلال الإقليم عن إسبانيا. ففي إسبانيا، كتبت (إل بايس) أن حكومة كاتالونيا تحرض الساكنة ضد الدولة مشيرة إلى أن حكومة الانفصاليين دعت السكان إلى الدفاع عن الاستفتاء الذي منعه القضاء الإسباني. وأشارت (إل موندو) إلى أن رئيس الشرطة الكاتالونية جوسيب لويس ترابيرو أمر عناصره بإغلاق مكاتب التصويت دون استعمال العنف، مشيرة إلى أن هذه المقرات يجب إغلاقها وحجز التجهيزات المخصص للاستفتاء قبل السادسة صباحا. من جانبها، ذكرت (آ بي سي) أن الاستفتاء يفتقد للمشروعية لعدة أسباب منها إلغاؤه من طرف المحكمة الدستورية، وتنظيمه من قبل هيئة انتخابية غير معترف بها، وعدم توفره على مكاتب تصويت مرخص لها. وفي فرنسا كتبت صحيفة (لوفيغارو) انه بعد حرب كلامية طويلة أججها قرب موعد الاستفتاء حول الاستقلال ، تجتاز اسبانيا اسوأ ازمة سياسية منذ اربعين عاما، مشيرة الى انه من اجل مواجهة هذه الاستشارة غير القانونية، اخرجت مدريد اسلحتها القانونية من خلال استراتيجية واضحة افرغت الاستفتاء من اي شرعية. واضافت الصحيفة ان اروبا ظلت مشدوهة امام احد اعضائها المهدد بالتمزق والبلقنة. من جهتها قالت صحيفة (لوموند) ان القضاء الاسباني قام بكل شيء خلال الاسابيع الاخيرة من اجل منع تنظيم الاستفتاء غير القانوني حول الاستقلال ،انطلاقا من حجز التجهيزات الانتخابية، واغلاق مواقع الانترنيت ،مرورا بمداهمات واعتقالات مؤقتة. لكن مدريد – تشير الصحيفة- لم تستطع كسر التعبئة، حيث اعلنت وزارة الداخلية الخميس 28 شتنبر مرة اخرى عن حجز ثلاثة ملايين ورقة تصويت باحد المستودعات ببرشلونة، مبرزة انه من اجل منع تصويت مكثف الاحد يبقى اخر أمل لمدريد اغلاق مكاتب التصويت. اما صحيفة (ليبراسيون) فكتبت ان القضية الاساسية والحارقة تكمن في مكاتب الاقتراع، في وقت امر فيه القضاء الاسباني بوضع الاختام عليها، والتهديد بانزال عقوبات قاسية على المخالفين. وقالت الصحيفة ان الامر يتعلق بأسوأ ازمة تجتازها اسبانية منذ عودة الديموقراطية سنة 1975 . وفي البرتغال، أكدت جريدة (جورنال دي نوتيسياس) أن الكاتالونيين يستعدون للتصويت غدا الأحد في الاستفتاء حول الانفصال عن إسبانيا على الرغم من تحذير الحكومة الإسبانية الذي تعتبره غير شرعي. من جانبها، اعتبرت (بوبليكو) أن الاستفتاء لن يجري غدا الأحد بكاتالونيا ، حيث ستنتقل المعركة إلى الشارع، مشيرة إلى أن البعض يرى أن هذا الاستفتاء الذي يشكل تمردا على إسبانيا سينتهي بالإعلان عن الاستقلال الأحادي الجانب والذي وصفته ب"الطوباوية الفارغة ". وفي موضوع آخر، أشارت (دياريو دي نوتيسياس) إلى أنه وبعد لشبونة، ستعتمد مدن أخرى إجراءات للوقاية من الهجمات الإرهابية كوضع الحواجز أو إضاءات خاصة في المناطق السياحية والسكنية الأكثر كثافة للتقليص من مخاطر هجوم بشاحنات كما حصل ببرشلونة ونيس. وفي بلجيكا، تصدر التحدي الانفصالي في كاتالونيا عناوين الصحف حيث كتبت (لاديرنيير أور) الصراع يزداد حدة بين مدريد وحكومة بيغديمونت مشيرة إلى أن الحكومة الاسبانية اتخذت مجموعة من الإجراءات القضائية والأمنية من أجل منع عقدها الاستفتاء الذي منعته المحكمة الدستورية. وفي السياق ذاته، أعربت (ليكو) عن خشيتها من أن تعيش إسبانيا غدا الأحد أوقاتا " قد تكون الأصعب في تاريخها منذ 40 سنة ، في حين أن الحكومة الإقليمية دعت الناخبين للتصويت في الاستفتاء الأحادي الجانب حول استقلال كاتالونيا عن إسبانيا. واعتبر (لوسوار) أن الأزمة بين الانفصالايين الكاتالونيين والحكومة الإسبانية ستصل غدا الأحد ذروتها موعد استفتاء تقرير المصير الممنوع الذي قد " يدخل البلاد في سيناريو تكون عواقبه غير محسوبة ". وتساءلت (لاليبر بلجيك) ما إذا كانت كاتالونيا قادرة على الاستمرار في قوتها الاقتصادية إذا ما حصلت على استقلالها، مشيرة إلى أن اتفاقية الاتحاد الأوروبي لا يشير إلى حالة انفصال بلد عن دولة عضو في الاتحاد. وتساءلت (لاتريبون دو جنيف) عن سبب رفض السلطات الإسبانية لاستفتاء غد الأحد في وقت لم يثر استفتاء اسكتلاندا في 2014 أي إشكال قانوني بالنسبة للمملكة المتحدة، معتبرة أن الانعكاسات الاقتصادية تفسر جزءا من موقف مدريد أمام إقليم ينتج 20 في المائة من الناتج الداخلي الخام للبلاد. وفي السياق ذاته، كتبت (24 أور) أنه منذ وصول الانفصاليين إلى السلطة في كاتالانيا، يطالب هؤلاء بنفس الامتيازات الضريبية التي يحظى بها إقليم الباسك على مستوى تحصيل الضرائب. أما (لوطون) فأكدت في مقال تحت عنوان " المخاطر الاقتصادية للاستفتاء في كاتالونيا " أنه في حالة التصويت بنعم من المحتمل أن يدخل الاقتصاد الكاتالاني مرحلة الغموض. واهتمت الصحف الالمانية بانتخاب المستشار الالماني السابق غيرهارد شرودر رئيسا لمجلس ادارة شركة النفط الروسية "روسنفت" وبالاستفتاء في كاتالونيا غدا الاحد. وكتبت صحيفة "ميتلدويتشه تسايتونغ" ان الكرملين يسيطر على شركة "روسنفت" ويستخدمها فلاديمير بوتين كرافعة للسياسة الخارجية الروسية، مشيرة الى ان المستشار السابق يعرف ذلك بالطبع، مما يفترض أنه لا يهمه كيف ينظر إليه في ألمانيا، طالما أن المال يناسبه. من جانبها ، اعتبرت صحيفة "باساور نويه بريس" أن المستشار السابق عليه ان يمثل المصالح الالمانية حتى و ان كان متقاعدا، عوض مصالح بلد جار. وبخصوص الاستفتاء في كاتالونيا، ترى صحيفة "نويه أوزنابروكر تسايتونغ"، أنه كان يتعين على رئيس الحكومة الاسباني ماريانو راخوي الاقتداء بنظيره السابق دافيد كاميرون الذي سمح للاسكتلنديين بإجراء استفتاء، وخسر الانفصاليون. ربما كان سيحدث نفس الشيء في كاتالونيا، لكن فات الاوان وحدة النزاع قد تتزايد يوم الأحد ، بحسب الصحيفة. وانتقدت صحيفة "فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ" الكاتالانيين، معتبرة ان القيادة في برشلونة انخرطت في لعبة خطيرة، وانها اذا نجحت في تنظيم استفتاء ناجح ، فلن يكون امامها سوى خيار اعلان استقلالها. وفي هذه الحالة، تضيف الصحيفة، سيكون من الصعب على مدريد تصور ذلك وسيكون من الصعب القيام باعتقالات او اتخاذ اجراءات أمنية ستؤدي الى العنف. واهتمت الصحف البريطانية بانتخاب رئيس جديد للحزب الشعبوي، الحزب من أجل استقلال المملكة المتحدة، وقرار شركة رايان إير التكفل بمصاريف المسافرين المتضررين من إلغاء عدد من الرحلات. وكتبت (الديلي تلغراف) أن هنري بولتون أصبح الزعيم الجديد للحزب من أجل استقلال المملكة المتحدة خلفا لنيغل فاراج مشيرة إلى أن بولتون صرح في مؤتمر الحزب بتوركاي (جنوب غرب أنجلترا) أن " الريكزيت توجد في قلب مهمتنا التي لا تقف عند هذا الحد فقط ". من جانبها، اهتمت (فاينانشل تايمز) بقرار شركة رايان إير تعويض زبنائها الذين تضرروا جراء إلغاء عدد من رحلاتها، وذلك عقب تحذير السلطات البريطانية للشركة بمتابعتها قضائيا.