تعزز التعاون الفرنسي المغربي، الذي يعرف تقدما ملحوظا في الآونة الأخيرة، بتوقيع اتفاقيات شراكة وتعاون بين مجالس جهات المملكة وعدد من الهيئات الاقتصادية والعلمية وبين جهة أوكسيطاني - بيريني والمتوسطي، الواقعة جغرافيا في الجنوب الفرنسي. وحلّت كارول ديلكا، رئيسة الجهة الفرنسية، اليوم الجمعة، بالعاصمة الرباط ضمن وفد فرنسي مهم يضم رؤساء مصالح ورجال أعمال وجامعيين وفاعلين في القطاع العمومي، في سياق مهمة كشفت خلالها المسؤولة الفرنسية أنها ذات أبعاد اقتصادية ومؤسساتية وتهم التوقيع على مجموعة من الشراكات الاستراتيجية مع ثلاث جهات بالمملكة هي الدارالبيضاءسطات والشرق وفاس مكناس. وعرف موعد اليوم التوقيع على ثلاث وثائق مهمة، ضمت أولاها بروتوكول تعاون بين جمعية جهات المغرب ARM وجهة "أوكسيطاني - بيريني والمتوسطي"، وكذا التوقيع على اتفاقية من أجل دعم الاقتصاد التضامتي والاجتماعي مع جهة الشرق، وأيضا اتفاق إطار بشأن الشراكة بين معهد مونبولييه العالي للزراعة والمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط. وقالت كارول ديلكا، رئيسة الجهة الفرنسية، إن زيارتها إلى المغرب تعدّ الأولى من نوعها، وتهدف إلى تطوير العلاقات المستدامة مع المغرب عبر التوقيع على عدة شراكات، تدوم ثلاث سنوات، وتنظيم لقاءات ثنائية مع رؤساء الجهات بالمملكة. وأشارت ديلكا إلى أن البروتوكول الذي جرى توقيعه مع جمعية الجهات بالمغرب يهم أساسا تأهيل وتكوين المنتخبين والأطر في المجالس المنتخبة بالجهات، "في سياق الجهوية المتقدمة التي يتبناها المغرب". وأكدت المسؤولة الفرنسية، في تصريح لهسبريس، أن هذا التحرك يروم تقاسم التجارب بين الطرفين المغربي والفرنسي في مجال الجهوية، معتبرة أن تجربة جهة "أوكسيطاني - بيريني والمتوسطي"، الواقعة جغرافيا في الجنوب الفرنسي، تبقى نموذجية؛ فيما أوردت أن التعاون على مستوى الاقتصاد الاجتماعي والتضامني تجربة ناجعة ومنتجة لكلا البلدين. من جهته، ثمّن عبد النبي بعيوي، رئيس مجلس جهة الشرق، الاتفاقية التي وقّعها مع نظيرته الفرنسية في مجال دعم قدرات الموارد البشرية للجهة في مجال الاقتصاد التضامني والاجتماعي، مؤكدا أن جهة الشرق بدأت "تثمر نتائج للمجهودات التي بذلت منذ عام ونصف العام في هذا القطاع"، مشيرا إلى أن المعرض الجهوي الذي جاء بعد المناظرة الوطنية في الاقتصاد التضامني "عرف مشاركة أكثر من 100 تعاونية، التي نراهن عليها لتشغيل مزيد من اليد العاملة". بعيوي أورد، في تصريح لهسبريس، أن جهة الشرق تراهن على تشغيل 60 ألف يد عاملة في القطاع على مدى الخمس سنوات الجارية، "ونحن نرى كيف أن الجهة الفرنسية تشغل مليون ونصف المليون في القطاع الاقتصادي نفسه؛ فنحن منفتحون على الاستفادة من هذه التجربة، ولما لا بلوغ رقم 300 ألف منصب شغل"، على حد تعبيره.