أعلنت وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء عن طلب إبداء اهتمام لاستغلال منتوج الغاسول على مستوى الجماعة الترابية قصابي ملوية بإقليم بولمان، القريبة من مدينة ميسور. وحسب الإعلان، فإن مصالح الوزارة، التي يشرف عليها عبد القادر اعمارة، ستستقبل ملفات المهتمين من أجل الحصول على حقوق البحث واستخراج ومعالجة وتثمين وتسويق منتوج الغاسول في القطعة الأرضية تحت الرقم 5525/41 في وادي قصابي ملوية. وقالت الوزارة إن المغرب يتوفر على هذه المادة الطينية المعدنية التي تضم على 90 في المائة على الأقل من محتوى "معدن الصلصال"، المسمى "stevensite du lithium"، وهو المنتج الموجود فوق قطعة أرضية على بعد 50 كيلومتراً ضمن أراضي الدولة شرق البلاد. وتستخدم مادة الغاسول في الحالة الخام للعناية بالشعر، إضافة إلى صناعة مستحضرات التجميل وكعنصر في تصنيع الشامبوان والصابون والكريمات الخاصة بالوجه والجسم، كما تستعمل أيضاً في صناعة منتجات لعلاج حب الشباب. وأوضحت مذكرة الوزارة أن الحكومة المغربية، في إطار استراتيجيتها لتنمية الموارد الطبيعية خصوصاً المقالع، تسعى إلى ضمان الترشيد والاستغلال الأمثل لهذه الموارد من أجل تحقيق قيمة مُضافة للمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة. حسب الإحصائيات التي نشرتها الوزارة، فإن المساحة التي يوجد فيها الغاسول تقدر ب27 ألف هكتار، منها 21 ألف تابعة للملك الخاص للدولة، ستكون معدة للاستغلال من طرف الخواص بناءً على طلب إبداء الاهتمام. وتوجد هذه الثروة التي ينفرد بها المغرب في جبال الأطلس المتوسط، خصوصاً في جبل تامدافلت، وتتميز بكونها مادة لا تموت ومتعددة الاستعمالات، ويتم استخراجها على شكل صفائح أو مسحوق، وتعرف إقبالاً كبيراً من قبل مراكز العلاج عالمياً لأنها تزيل الخلايا الميتة وتهذب الجلد. وكان موضوع مقالع الغاسول المحتكرة من طرف شركة مغربية واحدة قد أثار جدلاً كبيراً سنة 2013 في عهد حكومة عبد الإله بنكيران وخلال تولي عزيز الرباح حقيبة التجهيز والنقل، وهو الذي يتقلد اليوم منصب وزير الطاقة والمعادن. وأثير هذا الموضوع لأول مرة داخل البرلمان عبر سؤال طرحه أحد البرلمانيين من منطقة ميسور، حيث انتقد احتكار المقلع واستخراج الغاسول بناءً على ظهير يعود إلى سنة 1960 والذي ينص على سومة كراء لفائدة أملاك الدولة والجماعة وبناء على رخصة استغلال منتهية قبل مدة لكنها تجدد كل عشر سنوات. وبالرغم من توفرها على ثروة غنية، تعتبر جماعة قصابي ملوية، الموجودة على بعد أكثر من 200 كيلومتر شرق مدينة فاس، والتي تضم أكثر من عشرين دواراً، من المناطق المهمشة ويعيش سكانها وضعية اجتماعية صعبة. كما أن عدداً من أبناء المنطقة قضى سنوات من العمل داخل المنجم في ظروف صعبة.