استغلّ حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين، مناسبة حديثه أمام برلمانيي البرلمان العربي، المنعقدة أعمال جلسته الرابعة بمجلس المستشارين، لتوجيه رسالة إلى زملائه فحواها أنّ شعوب منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تنتظر من مسؤوليها أفعالا لا أقوالا وخطابات فقط. وقال بنشماش: "نحن واعون بأن الشعوب العربية لم تعد ترضى بمجرد الخطابات والبيانات، وأنها تريد أفعالا لا أقوالا"، داعيا زملاءه من ممثلي البرلمانات العربية الملتئمين في اجتماع هو الأوّل من نوعه بالمغرب إلى التصدّي لمختلف التحديات التي تواجه بلدان المنطقة على كافة المستويات. وأضاف رئيس الغرفة الثانية أنّ منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعرف تحوّلات وأحداثا وتواجه تحديات متسارعة على كل الأصعدة، السياسية والأمنية، وفي المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وبالخصوص الأخطار والظروف الحساسة والمعقدة على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني. وأكّد أنّ هذه التحديات والظروف "انعكست بشكل غير مسبوق على أمن واستقرار المنطقة وكذا على مستقبلها"، مشيرا في هذا الإطار إلى ما تعيشه عدد من الدول من التفكك وعدم الاستقرار، كسوريا وليبيا، وهو ما يستدعي، يضيف المتحدث، تضافر الجهود لمواجهة مختلف هذه التحديات. واعتبر بنشماش أنّ من أبرز المشاكل والتحديات التي تعرفها دول منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا، فضلا عن عدم الاستقرار في عدد من هذه البلدان، ارتفاع معدلات البطالة، وبالخصوص في فئة الشباب، وغياب التكافؤ في الحقوق بين الجنسين، ومشاكل الهجرة واللجوء، وتحديات الإرهاب وعدم كفاية الإصلاحات الاقتصادية. وأكد المتحدث ذاته "أنَّ التعاون العربي المشترك بمختلف أشكاله وفي جميع المجالات ضرورة حيوية، ويفرض نفسه علينا بشكل أقوى وأكثر منه في المناطق الأخرى من العالم لحجم التحديات والمشاكل التي تواجه بلداننا وشعوبنا، وبالخصوص أن أغلب المؤشرات تُنذر بالأسوأ؛ لأنه يبدو أن مستقبل الدول العربية يبتعد عن العدالة الاجتماعية بدلاً من التوجه نحوها". وفي هذا الإطار، أشار رئيس مجلس المستشارين إلى تزايد أعداد النازحين في الدول الهشة؛ وهي "في الغالب بلدانٌ تعصف بها أعمال العنف أو الصراعات إضافة إلى انتشار أفكار التطرف والكراهية والإرهاب بشكل مقلق". بنشماش شدّد على أنّ هذا الوضع "يفرض علينا بالضرورة، أكثر من أي وقت مضى، توحيد جهودنا لمواجهة الصعاب المشتركة التي تواجهنا، وأن يكون هناك تغيير جذري في نمط سياساتنا وتوجهاتنا الحالية، وأن نناضل ونجتهد، في المقابل، من أجل إبداع أشكال جديدة من التعاون والتكامل والشراكات، وأن نؤسس لمرحلة جديدة تنبني على الحكامة القائمة على التنسيق بين مختلف المكونات، سواء على صعيد السياسات الاقتصادية والاجتماعية في مختلف أبعادها أو على صعيد السياسات الأمنية والعسكرية، وكذا التغيرات المناخية.. من جهة ثانية، دعا حكيم بنشماش البرلمانيين العرب إلى توحيد صفوفهم لمواجهة التحديات الخارجية التي تتربص ببلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وعلى رأسها التدخلات الخارجية من لدن القوى الدولية، والأطراف الساعية إلى زعزعة الاستقرار في بلدان المنطقة. وأشار في هذا الإطار إلى التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة، والتي وصفها ب"التدخلات السافرة"، قائلا إنّ طهران "تحاول زعزعة استقرار وأمن بعض البلدان العربية، ومنها المغرب، وهذه التحدّيات كلها تفرض على من يُفترض أنهم يمثلون الشعوب العربية التصدي لها".