هكذا تورطت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري في اختلاس المساعدات الإنسانية الموجهة لمخيمات تندوف قبل أيام، فجرت بعض المنابر الإعلامية الجزائرية فضائح فساد هزت مؤسسة الهلال الأحمر الجزائري صاحبتها دعوات نشطاء وحقوقيين وإعلاميين جزائريين الى تدخل رئيس الدولة عبد المجيد تبون شخصيًا لفتح تحقيق شامل ومستقل في التصريحات والاتهامات التي هزت مؤسسة الهلال الأحمر الجزائري والمرتبطة بملفات فساد و استغلال نفوذ تلاحق رئيسته إبتسام حملاوي أحد أكثر الشخصيات النسائية نفوذا بالجزائر و قربا من مربع السلطة بقصر المرادية. فيما بعد سيتضح أن الزوبعة التي أثارها ناشطان جزائريان بالهلال الأحمر الجزائري ليست إلا فقاعة إعلامية مخدومة بعناية وبسبق إصرار أطلقها النظام الجزائري وجهاز مخابراته الداخلية للتعتيم على انشغال الرأي العام الجزائري بالنكسة الدبلوماسية المدوية للجزائر بمجلس الأمن الدولي في ملف الصحراء المغربية، وأيضا لتوجيه أنظار الجزائريين عن فضائح متسلسلة لاختلاس وتحويل مساعدات إنسانية دولية موجهة لمخيمات تندوف من طرف رئيسة الهلال الأحمر، جراحة القلب التي لم تكمل قط دراستها العليا بفرنسا، قبل أن تلحق بالدائرة المقربة للرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة، و بعدها بديوان خلفه عبد المجيد تبون الذي عينها مستشارة له مكلفة بالمجتمع المدني ورئيسة للهلال الأحمر الجزائري أين تورطت بمعية مسؤولين كبار في جهاز السلطة المدنية والعسكرية الجزائرية وقيادات بجبهة البوليساريو في عمليات اختلاس وتحويل وجهات المساعدات والإعانات العينية الموجهة الى مخيمات تندوف، بعد أن يتسلمها مندوبو الهلال الأحمر الجزائري بالموانئ الجزائرية. بداية مسلسل فساد واختلاسات رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، والمرأة النافذة بالمشهد السياسي والحزبي الجزائري منذ عهد بوتفليقة-بعد انتزاعها لتزكية الحزب الحاكم جبهة التحرير كمرشحة له بدائرة المهجر بفرنسا – سينطلق صيف سنة 2023، حين خلفت عملية أمنية واسعة النطاق بالجزائر صدمة للرأي العام الجزائري وكشفت التحقيقات الأمنية عن إلقاء القبض على عدة أفراد لتوظيفهم اسم الهلال الأحمر الجزائري في عمليات استيراد احتيالية عبر شبكة إجرامية تنتحل صفة الهلال الأحمر، لكن سرعان ما ستنكشف حقائق أكثر تعقيدًا وإزعاجًا حاولت السلطات الأمنية والقضائية التكتم عليها و مفادها أن الشبكة الاجرامية لم تنتحل قط صفة الهلال الأحمر الجزائري؛ بل كانت جزءًا لا يتجزأ من التنظيم الانساني الذي تديره بيد من حديد «جراحة القلب» المقربة من تبون. العملية الأمنية الاستعراضية قادت في حينه، إلى توقيف ثمانية أشخاص، من بينهم امرأة تُدعى رتيبة عاشور—وهي ليست منتحلة صفة الهلال الأحمر كما تم الترويج لذلك—بل كانت إلى غاية يوم إيداعها السجن مديرة فرع التعاون الخارجي في الهلال الأحمر الجزائري، والذراع الأيمن لابتسام حملاوي رئيسة الهلال ,التي بقيت خارج دائرة المسائلة القضائية رغم تأكيد التحقيقات الأمنية أنها متورطة في تهمة تهريب سلع من خارج الجزائر، حيث استغلّت هذه الشبكة بإشراف مباشر من حملاوي الإعفاءات الجمركية التي يستفيد منها الهلال الأحمر الجزائري، بصفته هيئة تنشط في العمل الخيري والإنساني. كانت السلع تستورد على أنها موجهة لأغراض إنسانية، حيث يتم استغلال اسم الهلال الأحمر لتغطية عمليات استيراد مواد وسلع تجارية من وجهات أجنبية مختلفة، خصوصًا قطع الغيار والزيوت الخاصة بالسيارات وتوجيهها الى أسواق داخلية وخارجية بما فيها مخيمات تندوف بتواطئ زوج مديرة فرع التعاون الخارجي بالهلال ومدير شركة للنقل الدولي للبضائع الفار إلى حدود اليوم خارج الجزائر بينما زوجته الذراع الأيمن لحملاوي كانت توقع وتختم وثائق التخليص الجمركي للسلع باسم الهلال الأحمر الجزائري، وذلك بأوامر من رئيستها النافذة الدكتورة حملاوي، لتدخل البلاد على أساس أنها تبرعات إنسانية قبل أن تتحول الى سلع متداولة في الأسواق الجزائرية والافريقية المجاورة . لاحقا سيزداد جشع رئيسة الهلال الأحمر وتسلطها وستعمد بتواطىء وتسهيلات من مسؤولين بالسلكين المدني والعسكري الى الاستحواذ على حاويات الإعانات والمساعدات الدولية الموجهة لمخيمات تندوف المفرغة بالموانئ الجزائرية وإدخالها عبر شاحنات شركة النقل إلى مخيمات تندوف، أين يتم بيعها بتواطىء مع المسمى يحي بوحبيني رئيس ما يسمى ب«الهلال الأحمر الصحراوي»، وبتغطية مباشرة من زعيم الجبهة إبراهيم غالي الذي استقبل في أكثر من مناسبة رئيسة الهلال الأحمر الجزائري وكرمها بالرابوني قبل أن يعمد الاعلام الجزائري إلى تكييف مسلسل فساد المسؤولة المقربة من الرئاسة الى مجرد شبهة تدخلات في القضاء أو الأمن، ونفوذ داخل مؤسسات الدولة أو شبه الدولة مع استخدام الموقع الوظيفي لتصفية حسابات أو فرض قرارات انفرادية .
قضية ابتسام حملاوي رئيسة الهلال الأحمر الجزائري , التي تجرأت قبل سنوات علنا على تشويه سمعة المغربيات قبل أن تغرق اليوم في أتون العلاقات المشبوهة مع عدد من القيادات العسكرية النافذة بالجزائر وحتى بمخيمات تندوف , تكشف فقط الجزء الطافي من جبل جليد الفساد والغطرسة و المؤامرات القذرة الذي تتخبط فيه الطبقة السياسية و العسكرية بنظام دولة متهالك يقتات على أمجاد وهمية كاذبة بينما جوهره ينطوي على قصص فساد و تسلط لا تنتهي حلقات مسلسلها الصادم للشعب الجزائري المغلوب على أمره .