قال المكتب الوطني لتيار "قادمون" لحزب التقدم والاشتراكية، وهو حركة تصحيحية ضد الأمين العام الحالي للحزب محمد نبيل بنعبد الله، إن التنظيم الشيوعي يعيش أقصى درجات الانهيار والتفسخ مع القيادة الحالية. واعتبر التيار الذي اجتمع في مدينة الدارالبيضاء أن "ما يعيشه الحزب من وضع مأساوي جاء نتيجة اختيارات وتوجهات يمينية لقيادته وغياب الديمقراطية الداخلية والخرق السافر للقوانين"، مسجلا "تبني منطق الإقصاء والتهميش لكل من يرفض الإذعان للأمين العام وزمرته المتحكمة، وبذلك تم إفراغ الحزب من المناضلين الشرفاء المتشبثين بالمبادئ الأصيلة للحزب، وجيء بأعضاء جدد وتم الزج بهم داخل هياكل التنظيم". وعقد المكتب الوطني لتيار "قادمون" لحزب التقدم والاشتراكية اجتماعا موسعا بمقر التيار بمدينة الدارالبيضاء، حيث أشار بلاغ له إلى أن هدفه هو "تدارس حالة الاحتباس السياسي التي يعرفها المغرب بفعل القرارات اللاشعبية للحكومات المتتالية"، موردا أنه "انكب بالدرس والتحليل على الوضع الكارثي لحزب التقدم والاشتراكية، بفعل الاختيارات اللاديمقراطية لأمينه العام، والوضعية التنظيمية لتيار قادمون". وفي هذا الصدد أورد بلاغ توصلت هسبريس بنسخة منه أن "التيار قام بتقييم الوضعية السياسية والتنظيمية لحزب التقدم والاشتراكية المشارك في الحكومة الحالية بتحالفه الهجين مع حزب العدالة والتنمية، مستغربا مباركة الشيوعيين المغاربة لسياسة الحكومة اللاشعبية التي أنتجت الوضعية الكارثية الحالية والاحتقان الشعبي الكبير الذي يزداد يوما بعد يوم، ويسبب نزيفا كبيرا للثقة السياسية خصوصا". وجدد التيار التأكيد على أنه تيار يساري تقدمي وحدوي وموحد لصفوف الحزب، وغايته رأب الصدع الذي خلفته المواقف السياسية والاختلالات التنظيمية في صفوفه، معلنا تمسكه بمحاربة الفساد بكل أنواعه الإداري والمالي والأخلاقي وربط المسؤولية بالمحاسبة في كل مسؤولية مهما دنا شأنها، مع احترام الضمانات القانونية وحقوق الإنسان. وبخصوص الوضع السياسي العام في المغرب في تجلياته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، اعتبر التيار أنه "ينحو منحى مأساويا نتيجة انحطاط الوضعية الاقتصادية وضعف الأداء الحكومي الحالي، وفشل السياسات الاجتماعية المتبعة"، مشيرا إلى "سوء التدبير المتمثل في الارتجال وهدر المال العام والارتفاعات المهول للأسعار وتراجع القدرة الشرائية للمواطن نتيجة البطالة المستشرية في أوساط عريضة داخل المجتمع، وخاصة بين أوساط الشباب". واعتبر التيار أن الأحزاب المغربية، وخاصة منها المحسوبة على الصف الديمقراطي، "تنكرت لدورها ولخلفيات وأسباب تأسيسها"، خاصا بالذكر حزب التقدم والاشتراكية.