تحضيرات وتدابير أمنية كثيفة تسبق زيارة بابا الفاتيكان إلى المملكة

تسْتعدُّ العاصمة المغربية الرباط لاستقبال بابا الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس، في زيارة تاريخية واستثنائية إلى المملكة، حيثُ من المرتقبِ أن يلْتقي بالملك محمد السادس، انْسجاماً مع ما تفرضهُ البرتوكولات والمراسيم التقليدية، وأن يَلْقي خطاباً جماهيرياً أمام عدد من "المؤمنين ورجالات الدين" وضيوف كبار في ملعب مولاي عبد الله.
ولأن الأمر يتعلّق بضيف "كبير" وعزيز على المملكة، تزيّنت جنبات وشوارع العاصمة المغربية الرباط استعداداً للزيارة المرتقبة يوم السبت المقبل. ويسارعُ عدد من العُمّال الزّمن لتجميل وصيانة عدد من شوارع الرباط وتزيينها بالورود، خاصة تلكَ المحاذية لمسجد حسان وساحة الجولان، إذ يمضي عمال تابعون للإنعاش الوطني ساعات طويلة في ترميم الأسوار المحاذية للقصر الملكي، مع تنظيف الشوارع المؤدية إلى كاتدرائية القديس بطرس في الجولان وسط الرباط.
ولاحظت جريدة هسبريس الإلكترونية انتشار عدد كبير من العمال بمحاذاة مسجد حسان وساحة "بيتري" وسط العاصمة، حيثُ يقومون بتبييض واجهات المحلات التجارية والمنازل القريبة من الكنيسة التي سينزل فيها البابا فرنسيس، بالإضافة إلى تزيين الواجهة الرّئيسية لعدد من المؤسسات العمومية، مع تنظيفِ جنباتها والمرافق الداخلية الخاصة بها.
وتعرف مدينة الرباط منذ الأسبوع الماضي استنفارا أمنيا كبيرا، إذ عاينت جريدة هسبريس الإلكترونية إنزالاً أمنياً في الأحياء المجاورة لحي حسان، المحطة الأولى في زيارة البابا، حيثُ يتواجد في كلّ شارع أفراد من القوات المساعدة وعناصر أمنية بالزي الرسمي، سيقومون بتأمين الأحياء القريبة من مسجد حسان.
ولوحظَ خلال الأيام الأخيرة توافد عناصر من الشرطة والحماية بالقرب من الكاتدرائية، حيثُ جرى تعزيزها بأعضاء جدد ترقباً للحدث الذي يترقّبهُ العالم. ومن المرْتقبِ أن يجْتمعَ فرانسيس في حفل غداء مع أساقفة المغرب والوفد البابوي القادم من الفاتيكان، إذ كانَ مقرراً حسب ما أسرت به وكالة "إيفي" أن يكونَ الغداء عبارة عن شواء أرجنتيني، إلا أن الفاتيكان غيّر رأيه لأسباب أمنية.
ومن المرتقب أن يصل البابا إلى مطار الرباط سلا الدولي عند الساعة الثانية بعد الزوال، وبعدها سينتقل إلى القصر الملكي بالرباط لحضور حفل الترحيب في ساحة المشور؛ ثم سيلْتقي بعدَ ذلك بممثلي الشعب المغربي والسلطات والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي في ساحة حسان، قبل أن يلقي خطابا بالمناسبة في باحة المسجد.
كما سيقوم البابا بزيارة مجاملة للملك محمد السادس في القصر الملكي بالرباط، قبل أن ينتقلَ إلى زيارة معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين؛ بينما سيقوم في مساء اليوم الأول بعقد جلسة مع عدد من المهاجرين. أما في اليوم الثاني فسيلتقي البابا فرنسيس بعدد من الكهنة ورجال الدين وممثلي مجلس الكنائس العالمي في كاتدرائية الرباط، وسيقوم بإلقاء خطاب جماهيري في ملعب مولاي عبد الله بالرباط.