اكتشف باحثون أن البشر الذين كانوا يعيشون فيما كان إثيوبيا الآن استقروا أعلى جبال ارتفاعها أربعة آلاف متر فوق سطح البحر وتمكنوا من البقاء بالتغذي على قوارض كبيرة الحجم، خلال العصر الجليدي قبل 45 ألف عام. ولم يستوطن سكان إثيوبيا المناطق المنخفضة أثناء العصر الجليدي الأخير، بل فضلوا الارتحال إلى منطقة جبال بيل غير القابلة للسكنى، بحسب ما توصلت الدراسة التي نشرتها الخميس مجلة (ساينس) المتخصصة. وفي جبال بيل توفرت لديهم المياه وصنعوا أدوات من حجر السبج البركاني وتغذوا على القوارض كبيرة الحجم، وفقا لما توصل إليه فريق عالمي من الباحثين من جامعات مختلفة على رأسها جامعة مارتن لوثر في هاله-فيتنبرغ الألمانية. وتقع سلسلة جبال بيل على مسافة 280 كلم شمال غربي أديس أبابا وبالقارب من بحيرة تشومن حيث يتضاءل مستوى الأكسجين في الهواء وتختلف درجات الحرارة كثيرا وتهطل الأمطار بغزارة. وتكشف هذه الدراسة معلومات جديدة حول تاريخ الاستيطان البشرية في أفريقيا، وكذلك قدرات البشر على التكيف الجسدي والجيني والثقافي مع الظروف البيئية المتغيرة. ويتضح ذلك في قدرة بعض المجموعات البشرية التي لا تزال تعيش حتى اليوم في أعالي الجبال الإثيوبية، على الحياة بدون مشكلة مع مسألة نقص الأكسجين في الهواء.