أرسل رواق "فويس غاليري" رسالة أمل إلى محبّي الفنون والإبداع، بعد أسابيع من تدمير مبنى متداعٍ مساحةَ عرضِه في مدينة مراكش؛ وهو ما تسبّب في وقف معرضه الفنّي المعاصر. وعلى الرغم من الخراب الكامل الذي لحق الرواق، رأى القائمون عليه في انهياره، بعدما انهارت جدران وسقف مبنى مجاور له، مثالا على بعض الأحيان التي "تتجاوز فيها الحياة الفنّ"، وقدرتها على "إنتاج ما لا يُصدَّق". ووضّح الرواق، الذي اختار مراكش مقرّا لعرض إبداعاته، أنّ الأضرار الجسدية لم تكن خطيرة، مضيفا أن الأضرار المادية هي الأكبر؛ وهو ما اضطرّ القيّمين عليه إلى تخزين بعض الأعمال في غرفة أخرى. وذكر الرواق أنه مرغم على "مقاطعة جميع المعارض، لمدة أسابيع قليلة على الأقل، حتى يُعثَرَ على حلّ من أجل إعادة بناء المعرض، إذا كان ذلك ممكنًا"، مضيفا أن القائمين عليه يفكّرون أيضا في "إمكانية إنشاء مساحة عرض جديدة، حتى وإن كانت مؤقتة، وإعادة برمجة المشاريع المتوقَّعَة". وأكّد القيّمون على الرّواق أن "الأحداث غير المتوقعة هي سماد الحياة والفن"، مضيفين أن "هذا الحدث الكارثي يمكن أن يتحول إلى فرصة للتجديد وإعادة البناء والتطوُّر"، انطلاقا من روح المعرِض وروحِهِم، مؤكّدين أن إعادة البناء هاته "قد لا تكون إعادة بناء مادية فحسب، بل قد تصير مناسبة لتقديم مشاريع جديدة، وفقًا لمقترحات وأفكار الفنانين". تجدر الإشارة إلى أنّ رواق "فويس غاليري"، الذي دُمّر في شهر غشت الماضي، كان قد افتُتِحَ في شهر فبراير الماضي بمراكش، بعَرْضٍ فردي للفنان المصري معتز نصر الدين ومعرضَين فنيَّيْن للإيطالية أولي بونزانيغو والمغربية سكينة عزيز الإدريسي. ومنذ إنشائه في عام 2011 بمراكش، كان يقصِدُ رواق الفنّ المعاصر: "خلقَ معارض عبر برنامج اجتماعي وجغرافي ملتزِم، يعرّف وجهات نظر الاستشراقية للفنّ والأحكام المسبقة حول الفنّ الإفريقي، مع تكريم تاريخ تبادلات المدينة". ويعرض هذا الرواق الفني أعمال فنّانين محلّيّين وأجانب، ويمنحهم فرصة العمل معا، والتّعبير عن أنفسهم. وجمَع الرواق، عبر السنوات، فنانين وفنانات من بلدان عديدة في القارات الثلاث: آسيا وأوروبا وإفريقيا.