كشف عمدة الدارالبيضاء، عبد العزيز العماري، أن تأخر الاشتغال بواسطة الحافلات المستعملة التي تم اقتناؤها يرجع بالأساس إلى كون اتفاقية تدخل ضمن قانون الاستثمار يجب أن تمر عبر اللجنة الوطنية للاستثمارات، وتأشير سعد الدين العثماني رئيس الحكومة عليها. وأكد عبد العزيز العماري، خلال تعقيبه على استفسارات أعضاء مجلس المدينة ضمن الدورة العادية لشهر فبراير، التي عقدت الخميس بالدارالبيضاء، أن ما يزيد عن مائتي حافلة تتواجد حاليا بالميناء، ويتوجب نقلها من هناك صوب مقرات خاصة بها. ولفت العماري إلى أن هناك جهدا إداريا تم بذله، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه "كان يقتضي توقيع اتفاقية استثمار بين الشركة المفوض لها تدبير القطاع "ألزا" والحكومة"، مشيرا إلى أنه "وفق القانون المتعلق بالاستثمار فإن هذه الاتفاقية يلزمها المرور من عدة مراحل قبل العرض على اللجنة الوطنية للاستثمارات، ويأذن رئيس الحكومة بذلك". وأضاف العماري أن كل الوزارات المعنية بهذا الملف عملت من جهتها على تسريع وتيرة حله، وعلى رأسها وزارة الداخلية ووزارة النقل والتجهيز التي رخصت باستيراد أسطول من الحافلات يفوق عمرها خمس سنوات. من جهة أخرى، انتقد منتخبو العاصمة الاقتصادية تأخر انطلاق العمل بأسطول الحافلات المستعملة، في ظل اضطرار البيضاويين إلى التنقل عبر حافلات مهترئة تسيء إلى سمعة مدينة بحجم الدارالبيضاء، وتخدش كرامة سكانها. ويسود غضب واسع في صفوف ساكنة الدارالبيضاء من التأخر الحاصل في استعمال حافلات النقل الحضري المستعملة، إذ مازالت الحافلات المهترئة التي كانت في عهد شركة "مدينة بيس" تجوب شوارع المدينة. وعبر البيضاويون عن تذمرهم من كون الدارالبيضاء التي يسعى القائمون عليها إلى أن تكون "مدينة ذكية" مازالت تجوب شوارعها حافلات لا تصلح لشيء، فبالأحرى نقل الركاب وإيصالهم صوب وجهاتهم، مطالبين المسؤولين بوقف هذا الوضع "المتردي". ومع حلول فصل الشتاء، ازدادت معاناة الساكنة البيضاوية مع قطاع النقل الحضري، رغم أن شركة "ألزا" باتت تشرف على تدبير القطاع حاليا، ذلك أن هذه الحافلات تتحول إلى برك مائية بسبب وضعها الميكانيكي المتدهور. وكانت الشركة المفوض لها تدبير القطاع أعلنت مؤخرا عن كون الدفعة الأولى من الحافلات الجديدة ستدخل حيز الخدمة في العاصمة الاقتصادية للمملكة ابتداء من شهر شتنبر 2020، فيما مازالت الحافلات القديمة تجوب شوارع العاصمة الاقتصادية.