يسود غضب واسع في صفوف ساكنة الدارالبيضاء من التأخر الحاصل في استخدام حافلات النقل الحضري المستعملة والتي تم استيرادها من بعض الدول الأوروبية، حيث لا تزال الحافلات المهترئة التي كانت في عهد شركة "مدينة بيس" تجوب شوارع العاصمة الاقتصادية. وعبّر البيضاويون عن تذمرهم من كون الدارالبيضاء التي يسعى القائمون عليها إلى أن تكون "مدينة ذكية" لا تزال تجوب شوارعها حافلات لا تصلح لشيء بالأحرى نقل الركاب وإيصالهم صوب وجهاتهم، مطالبين المسؤولين بوقف هذا الوضع المتردي. ومع حلول فصل الشتاء، ازدادت معاناة الساكنة البيضاوية مع قطاع النقل الحضري، بالرغم من أن شركة "ألزا" هي التي باتت تشرف على تدبير القطاع حاليا؛ ذلك أن هذه الحافلات تتحول إلى برك مائية، بسبب وضعها الميكانيكي المتدهور. ويبدو أن مؤسسة التعاون بين الجماعات "البيضاء"، الساهرة على قطاع النقل بالدارالبيضاء والجماعات المجاورة لها، تحاول رمي الكرة إلى شركة "ألزا" بخصوص عدم شروعها في استعمال الحافلات المستعملة التي تم استيرادها والتي يجوب بعضها الشوارع دون نقل الركاب. واعتبر عبد العزيز العماري، عمدة الدارالبيضاء الذي يشغل منصب نائب لرئيسة مؤسسة التعاون بين الجماعات "البيضاء"، أن الشركة الإسبانية المفوض لها تدبير القطاع هي التي تقوم بالإجراءات الإدارية على مستوى ميناء البيضاء لاستقدام الحافلات المستعملة، وبالتالي بحسبه، هي التي ستحدد الفترة التي ستشرع فيها في استعمال هذه الحافلات. وأكد العماري، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن مؤسسة التعاون بين الجماعات "البيضاء" قامت بمجهود كبير من أجل إنهاء المعاناة التي عاشها المواطنون من الوضع الكارثي من خلال تصويتها على عقد جديد واتفاقية استثمار من أجل إيجاد حل جذري لهذا الملف. واستغرب الحسين نصر الله، عضو مجلس المدينة المنتمي إلى فريق الاستقلال المعارض، من هذا الوضع بقطاع النقل الحضري بالدارالبيضاء، متسائلا عما إن كان ضمن بنود العقد المبرم مع شركة "ألزا" جلب حافلات مستعملة في المرحلة الانتقالية. ولفت نصر الله، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن مجلس الدارالبيضاء لا يتوصل بأي معلومات من مؤسسة التعاون التي تشرف على القطاع، مضيفا: "نحن ممثلون كمجلس في هذه المؤسسة، وكل الكوارث التي تقع بالحافلات تقع بالدارالبيضاء؛ لكننا لا نتوصل بأي تقارير عن هذه المؤسسة وما تقوم به". وكانت الشركة المفوض لها تدبير العقد أعلنت، قبل أيام، عن أن الدفعة الأولى من الحافلات الجديدة ستدخل حيز الخدمة في العاصمة الاقتصادية للمملكة ابتداء من شهر شتنبر 2020؛ فيما ما تزال الحافلات المستعملة التي تم استيرادها لم تشرع في العمل بعد.