نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية في فرانكفورت بألمانيا، بشراكة مع مجلس مغربيات العالم، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، أمسية فنية وثقافية تكريما للمرأة المغربية في ألمانيا على الخصوص. وتحدثت بثينة الكردودي الكلالي، القنصل العام للمملكة المغربية بفرانكفورت، خلال الأمسية التي نظمت تحت شعار "المستقبل بصيغة المؤنث" والتي عرفت حضورا لمغربيات يمثلن مختلف المجالات، عن الكفاءات النسائية المغربية والمسار المتنوع للمغربيات في هذا البلد، والنجاحات التي حققتها تلك الكفاءات في إثبات وجودها في مختلف القطاعات والمجالات. ونوهت القنصل، في هذا اللقاء، بما حققته النساء المغربيات في قطاعات عديدة؛ منها الثقافية، والاقتصادية والاجتماعية، والعلمية بالرغم من التحديات الكبرى التي واجهتها في هذا البلد، وعلى رأسها تحدي الاندماج وسط الشعب الألماني. وعرجت الكردودي الكلالي، في كلمتها بهذه المناسبة، على تاريخ المرأة المغربية ومسارها في النضال والحركة النسائية لتحقيق مجموعة من المكتسبات وولوجها مناصب القرار، بالإضافة إلى ما حققته من حقوق ومكتسبات في ظل سياسة الملك محمد السادس. وعرفت الأمسية نفسها تقديم بعض المغربيات الحاضرات شهادات عن مسارهن الحافل وبما قطعنه خلال مقامهن بهذا البلد؛ فقد استعرضت سعاد الرايس القرطبي، مديرة أحد المطاعم والمتحدرة من طنجة، تجربتها وإيمانها بالقوة الداخلية وضرورة الانفتاح على الآخر مع المحافظة على الهوية المغربية من أجل تحقيق النجاح. وتحدثت الدكتورة عائشة بنعياد، المولودة في هذا البلد الأوروبي، عن دور الأسرة في تحقيق حلمها لتصير كبيرة الأطباء في أحد المستشفيات الألمانية. وفي السياق نفسه، تحدثت حسناء نادي، الضابط الممتاز بسلك الشرطة الألمانية والمولودة في ألمانيا، عن تجربتها كامرأة في صفوف الأمن الألماني والمسار الذي قطعته لتصل إلى ما هي عليه اليوم. كما جرى خلال هذه المناسبة افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية "لكل وجه حكاية" لصاحبه المصور الفوتوغرافي رشيد البكار، والذي قدم فيه صورا بالأبيض والأسود عن 23 مغربية يمثلن مغربيات ينتمين إلى الأجيال الثلاثة في ألمانيا. ويندرج هذا المعرض، المنظم بدعم من مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، في إطار توثيق الذاكرة النسوية المغربية المهاجرة. ويرى المصور الفوتوغرافي رشيد البحار، المقيم في ألمانيا، أن هذه التجربة هي دعوة للاهتمام بذاكرة المهاجرات وتوثيقها، خصوصا الخاصة بالجيل الأول من رجال ونساء. كما جرى خلال الأمسية عرض الفنانة التشكيلية وسام القرطبي المزدادة بألمانيا تجربتها التشكيلية عن طنجة، التي تعتبرها ملهمتها الحقيقية؛ فيما قدم الكوميدي نافع العافي مقاطع كوميدية من الثقافة الشعبية المغربية، التي تتناول مواضيع المرأة والهجرة. وقد جرى خلال هذه الأمسية تكريم عدد من النساء، ضمنهن القنصل المغربي التي منحت لها هدية رمزية من لدن ناديا يقين، رئيسة مجلس مغربيات العالم، التي شددت على وجوب تكثيف الجهود والعمل جنبا إلى جنب في ألمانيا.