"الأمازيغية ملك لجميع المغاربة" الملك محمد السادس في الجزء الأول المعنون ب"هل كان الأمازيغ يكتبون لغتهم القومية؟" https://www.hespress.com/opinions/459929.html تطرقنا للكتابة المسمارية وحسن طالعها ثم ختمنا بأسئلة عديدة: ما وقع للأمازيغية؟ وكيف ضاعت الكتابة أهو سوء حظ؟ إتلاف؟ كارثة طبيعية؟ هل تم المشط والحفريات اللازمة؟ أو لا شيء من كل هذا؟ في هذه الورقة سنعطي وجهة نظرنا ونرحب بكل نقد معزز عملية الكتابة : بماذا نكتب فوق ماذا وبأي أدوات؟ في ما يخصنا، فالجواب يوجد في الصورة وصدقوني فهي أبلغ وكلفني إعادة تجربة الكتابة من ألفها إن صح التعبير ورجعت بي الذاكرة إلى "المسيد" و"نعم آ سي", رائحة الصلصال و"السمق" ودفء أشعة الشمس أو النار كل هذا موجود في الصور: فوق اللوحة كتبت بخط "تفيناغ" بقلم بجهتين الأول مربع الشكل يكشط الصلصال لا نحتاج إلى مداد، وما يظهر هو لون الخشب والسفلي برأس مثلث الشكل نضيف مادة الحبر. وجود الحاسوب محسوب، إذ إن الكتابة السومرية تعتمد على حرفين فقط مثل الحاسوب ونظامه الثنائي الصفر 0 ورقم1. طريقة تحفيظ القرآن الكريم تحفيظ القرآن الكريم عبر الألواح الخشبية طريقة معتمدة في كل من المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا والسينغال وبوركينا فاصو والنيجر والتشاد والسودان بنفس الأدوات: اللوح الخشبي والمداد أو صمغ أو "السْمق" من صوف ذيل الخروف وطين الصلصال تفنن المغاربة في الكتابة بشكل عجيب إلى أن قال فيهم أحد المؤرخين تمكنوا من صناعة حبر, كتَب بعضُ المغاربة إلى الملك الكامل (الأيوبي ت 635ه) رقعة في ورقة بيضاء، إن قُرِئت في ضوء السراج كانت فضية، وإن قرئت في الشمس كانت ذهبية، وإن قرئت في الظل كانت حبرا أسود". دون اليمن فنحن نعرف طريقة كتابة العرب وكيفية صناعتهم للحبر وكتب ما يكفي. في العهد العباسي عن صناعة التوريق (فكان العرب يصنعون الحبر من مسحوق الفحم والهباب الممزوج بسائل لزج كالصمغ إضافة إلى استخدام العفص والزاج (أملاح حمض) (الكبريتيك) وبذور الفجل والكتّان، الكشط؛ لكن لا ذكر للطريقة المغربية وشكل القلم إن لاحظتم مختلف عن نظيره المشرقي. استنتجنا أن الطريقة تلك هي محلية عمرت آلاف السنين، إذ ليس من المنطق في شيء أن يوجد حرف شهد له التاريخ دونما وسائل الكتابة. طريقة تحفيظ القرآن الكريم في اليمن : المقاربة نفسها معكوسة كل ما هو أبيض عندنا أسود عندهم والعكس بالعكس صحيح، في اليمن السعيد سابقا يستعملون لوحا محروقا مصقولا، والمداد هو عبارة عن سائل جيري شديد البياض كما تظهره الصورة ملاحظة الصورة على اليسار مكتوبة عن الطريقة اليمنية نقرأ تاريخ 11/03 مصحوب بكلمة هيسبرس (عوض هسبريس !). تم استعمال ماء الصلصال عوض حجر جيري كما في اليمن. هل تصمد الكتابة لما تجتمع ثلاث مصائب؟ أولاها الطين إذ هو لا يستحمل الرطوبة ويتفتت في بضعة أشهر. ثانيتها الخشب نفس الشيء إضافة السوسة والدود.. وأخيرا ما نسميه حبر هو فقط ملون ينقصه المحفظ (*) ضد التعفن ومثبت اللون (**) أما في "كتاب الأبرار في بري القلم وعمل الأحبار "(***) فلا ذكر ل"سمقنا" (*) conservateur (**) stabilisateur هل تم المشط والحفريات اللازمة؟ لا وقد تتغير الأمور مستقبلا من يدري *دكتوراه رياضيات