سلبية الأخبار المتواترة على هواتف المغاربة تؤثر على مردودهم خلال اليوم، هذا ما أكدته أغلب التعليقات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، المشتكية من غياب أدنى وسائل الترفيه أو التنفيس عن النفس على امتداد الأسابيع الماضية. ووجد المغاربة أنفسهم أمام ظروف عمل استثنائية، بسبب إجراءات الحجر الصحي، وفرض حالة الطوارئ، فأغلبهم أصبحوا يشتغلون من داخل المنزل، وهو أمر غير معتاد؛ فيما يواجه المشتغلون بمقرات العمل فراغا صباحيا ومسائيا للشوارع من الناس. ولم يعتد الكثيرون إلى حدود كتابة هذه الأسطر إغلاق المقاهي وتوقف المباريات الرياضية، ومختلف الأنشطة الثقافية، واللقاءات بين الأصدقاء والعائلات، ما جعل العزلة الحالية تدخلهم في "كآبة" استثنائية يحاولون تدبيرها وفق الممكن. ومعروف أن ثقافة الاشتغال من المنزل جديدة على المواطن المغربي، الذي اعتاد أجواء معينة لممارسة العمل، خصوصا العزاب الذين اشتكى بعضهم لهسبريس من تغيرات جذرية لمست حياتهم في علاقة بالطهو، بعد أن اعتادوا تناول الوجبات الأساسية بالمحلات. وتحدث هؤلاء عن التحولات التي طبعت اشتغالهم، مؤكدين أن أغلبهم يقطنون وحيدين، ولا يجدون وسائل للترفيه، ويظلون في الوضعية نفسها اليوم كاملا؛ كما عقّد مشكل الطبخ بشكل دوري من مهامهم، ما جعلهم مرتبكين على مستوى تدبير واجباتهم وحياتهم اليومية. وتخلى الكثيرون ممن حدثتهم هسبريس عن وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا "فايسبوك"، بدعوى أنه أصبح محط سلبية كبيرة، تدمر المعنويات اليومية للمواطنين، مؤكدين أن الأخبار التي تنقلها وسائل الإعلام بشكل متدفق تجعلهم غارقين في الريبة والخوف على الأقارب. ويعيش المغاربة أجواء غير معتادة بسبب تفشي فيروس كورونا، منذ أسابيع، وهو ما جعلهم حبيسي البيوت دون أنشطة كثيرة، غير المطالعة ومشاهدة الأفلام، والعمل عن بعد، ليدخل أغلبهم في موجة روتين قاتل أثرت بالسلب على نفسيتهم.