دعا سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، إلى رفع ميزانية الإنفاق على البحث العلمي من الناتج القومي، لتبلغ 3 بالمائة في دول العالم الإسلامي؛ الأمر الذي سيعزز خطى هذه الدول صوب الريادة والتفوق والتميز. المالك، وضمن ندوة افتراضية نظمتها "إيسيسكو"، اليوم، تحدث عن ضرورة تسريع الخطى نحو مدرسة المستقبل الرقمية، إذ إن المدرسة التي نعرفها ستتغير لا محالة، وستحل محلها مدارس المستقبل الرقمية الافتراضية، مؤكدا أن عالم ما بعد جائحة (كوفيد-19) يقتضى استشراف مستقبل التعليم، وأن نعد العدة لمواجهة تحديات المرحلة القادمة، من خلال تطوير مناهج مبتكرة وبرامج دراسية ومسارات تعليمية بديلة، ومنبها إلى ضرورة أن تولي الدول العناية اللازمة لظاهرة الهدر التعليمي، الذي تفاقم كثيرا نتيجة غلق المؤسسات التعليمية. وتحدث المالك عن أن ضرورة الاستثمارات الهائلة في مجال التعليم عن بعد لن تكون عصا سحرية تتحقق من خلالها النتائج المنشودة، في ظل عدم التغلب على عدد من المعوقات التي تعترض نجاعة عملية التعليم عن بعد، ومن أبرزها تفاقم ضعف نظام جمع البيانات والمعلومات المتعلقة بالعملية التربوية، وتباطؤ تقدم الطلاب في المناهج الدراسية الرسمية، إذ لم يترك الإغلاق العاجل للمؤسسات التربوية الوقت الكافي لإعداد إستراتيجيات انتقالية مناسبة لاعتماد التعليم عن بعد؛ كما أن المناهج السابقة أمست غير مناسبة لهذه المرحلة الطارئة وبحاجة إلى تطوير عاجل. وأكد المالك أن "إيسيسكو، وعيا منها باحتمال استمرار هذه الجائحة أو حدوث موجة ثانية، لاسيما بالدول الأكثر عرضة لذلك، فإنها مازالت تتوخى الحذر واليقظة التامة تمهيدا لأي طارئ من شأنه المساس بالحق في التعليم داخل هذه الدول"، وزاد: "في هذا الإطار أعدت المنظمة دليلا شاملا حول إعادة فتح المؤسسات التربوية، يقدم التوصيات العملية والآليات الميدانية الكفيلة بضمان عودة مدرسية آمنة ومستقرة". الندوة عرفت مشاركة عدد من المتدخلين التربويين من دول العالم الإسلامي، من بينهم رشيد البقالي، الذي تحدث عن التجربة المغربية قائلا إن التحول إلى التعليم بالتقنيات الحديثة بالمملكة ليس وليد اليوم، مؤكدا أن التجربة المغربية بدأت منذ بداية الألفية الثالثة. وقال البقالي إن التدريس في زمن الأزمة جاء في ظرفية استثنائية وتطلب اللجوء إلى شق ثان من التعليم بالتقنيات الحديثة، مفيدا بأن تدبير الأزمة دفع الكثير من الدول إلى البحث عن آليات لإتمام الإستراتيجية البيداغوجية. وتحدث من لبنان أسعد محمود، الذي أكد أن التعليم عن بعد لم ينجح لعدم وجود التقنيات في كل البيوت ولصغر البيوت، متحدثا عن ضرورة صناعة نظام تربوي صالح لبلداننا ما بين طنجة وجاكرتا. ونبه محمود إلى وجوب النزول للواقع وعدم الانبهار بالتقنيات، موضحا أن التعليم الافتراضي في زمن الجائحة مهم لكن الكتب والأوراق لا غنى عنها.