يعدّ جلال رمضاني، المغربي المقيم في لندن، أحد الوجوه الفنية الصاعدة في موسيقى "الأفرو هاوس"، حيث استطاع إيجاد موطئ قدم له في هذا الطراز الغنائي، بعدما تمكّن من توقيع إصداراته مع أكبر ثلاث شركات عالمية تنشط في موسيقى "الهاوس". لذلك، يتطرق رمضاني، في حوار أجرته معه جريدة هسبريس الإلكترونية، إلى فترة الطفولة التي قضاها في المغرب، ودوافع هجرته إلى فرنسا؛ ثم بريطانيا خلال مرحلة لاحقة، راصداً بداياته الأولى مع موسيقى "الهاوس"، ومتحدّثا، أيضا، عن الأسماء الفنية العالمية التي سجّل معها مقاطعه الموسيقية. وإليكم نص الحوار: بداية، نشأت في مدينة مراكش، ثم هاجرت إلى فرنسا لمتابعة الدراسات العليا في الهندسة المالية، قبل أن تحط الرحال ببريطانيا للعمل في إحدى المؤسسات البنكية. كيف جمعت بين الميول الموسيقي والعمل التجاري؟ وصلت إلى لندن عام 2014؛ لكن لم أشرع في إنتاج الموسيقى حتى شتنبر 2019، بعدما تلقّيت تدريباً ذاتيا طويلا. تتطلب المهن المصرفية الكثير من الوقت والعمل، حيث أشتغل من الساعة الثامنة صباحاً إلى غاية الثامنة مساءً بشكل مستمر؛ غير أنه أسعى جاهداً إلى استغلال أوقات الفراغ قدر الإمكان، من خلال تخصيص ساعتين كل يوم للتدرّب على الموسيقى، بينما أخصّص سبع ساعات في أيام نهاية الأسبوع للتمارين. موازاةً مع ذلك، أحافظ على إيقاع يومي صحي، من حيث التغذية والنوم والرياضة، لا سيما هواية الملاكمة التي أمارسها 6 مرات في الأسبوع. كل ذلك، يتطلب ضرورة التحلي بالانضباط على المدى الطويل؛ لكنني تمكّنت من المزاوجة بين الأعمال المهنية والموسيقية، إلى جانب الممارسات الصحية اليومية، مع إلزامية الاستفادة من بعض العطل البينية التي أستريح فيها من الضغط. بدأت في إنتاج موسيقى "الأفرو هاوس" التي برزت في الفترة الأخيرة، حيث تمكنت خلال وقت وجيز من صناعة اسمك الفني وسط الميدان. حدثنا عن بداياتك الأولى مع هذا النمط الموسيقي؟ بدأت الاستماع إلى الموسيقى الإلكترونية عندما كنت أتابع دراساتي العليا في جامعة هنري بوانكاريه بنانسي، لاسيما موسيقى "الهاوس التقدّمي"، من قبيل "ليدباك لوك" و"سويدش هاوس مافيا"، فضلا عن موسيقى "الهاوس" التي يلعبها "روجر سانشيز"، قبل أن أكتشف موسيقى "الأفرو هاوس" بكل من " Scorpios Mykonos" و" Void Mykonos"، من خلال المقطع الموسيقي " Tusk" لصاحبه " lunar plane"، وعبر إعادة توزيع المقطوعة الغنائية " Kuar" التي تعود إلى " FNX Omar"، فأصبحت أهتم بأدق تفاصيل هذا النمط الموسيقي. هكذا، صرت ألعب في مجموعة من النوادي بلندن؛ مثل Cuckoo وKadiesو Hovardaو Lordsو Maddox وغيرها، حيث تمكّنت من التوغل في عالم الموسيقى، بحيث تمرّنت لمدة ثلاثة أشهر قصد إنتاج أغنيتي الأولى المعنونة ب " Nayda" في دجنبر 2019، بتعاون مع زميلي " Yeronimou"، حيث وُقعت مع إحدى أشهر العلامات الموسيقية في مجال "الأفرو هاوس"؛ ويتعلق الأمر ب " Sudam Recordings"، ثم تلتها أغنية " Meyla" في يناير المنصرم، وتبعتها " Sultana" في فبراير. ويرتقب أن تصدر لي أغنيتان هما: " Sante" (25 شتنبر) و" Sidi" (9 أكتوبر). هل ما زلت تمارس وظيفتك المهنية حاليا أم تفرغت للموسيقى بعد توقيع أغانيك مع أكبر ثلاث شركات عالمية نشطة في موسيقى "الأفرو هاوس"؟ نعم، لا أزال أواصل مهنتي التجارية، وأخطط للاستمرار في ذلك خلال السنوات المقبلة؛ لأنه من السابق لأوانه القيام بهذا الانتقال. كما أنه من الأفضل أن يتوفر الفرد على وظيفة مستدامة، لا سيما أننا نعيش في ظل التداعيات المترتبة عن أزمة "كورونا". بالحديث عن الطارئ الصحي، كيف قضيت فترة "كورونا" في لندن؟ كان الأمر مقلقاً في بداية الأزمة، لا سيما على الصعيد الغذائي، بسبب نقص بعض المواد الغذائية في المحلات التجارية؛ ما خلق الفزع لدى الناس، لكن حاولت استغلال فترة ملازمة البيت من أجل تطوير مهاراتي الموسيقية، حيث نجحت خلال أربعة أشهر (أبريل-يوليوز) من إنتاج ثمانية مقاطع موسيقية. من هي الأسماء الموسيقية التي شكّلت مصدر إلهام في بداية مسيرتك الفنية إلى غاية وقتنا الراهن؟ لطالما كنت معجبا بكل من "ليدباك لوك" و"روجر سانشيز"، حيث سحرتني موسيقى "سانشيز" لأنها تمزج الإيقاعات الإفريقية واللاتينية؛ لكن يلهمني المغربي " FNX Omar" في الفترة الأخيرة بموسيقى "الأفرو هاوس"، حيث صُنّف ثاني أفضل فنان في هذا النمط الموسيقي بالعالم سنة 2019، إذ قام بإعادة توزيع مقطوعتي "Imbongi" التي ستصدر في نهاية السنة الجارية. كما ألهني أيضا "Pablo Fierro" الذي عزف باللغة العربية في مراكش خلال دجنبر من الموسم الماضي. كيف ترى واقع الموسيقى الشبابية في المغرب؟ بلدنا غني بالثقافة والفلكلور، وهي منابع حيوية للموسيقيين الذين يستغلون تنوع الإيقاعات وتعدد الآلات المستعملة في مناطق مختلفة بالبلد، حيث سبق لفنانين آخرين أن أظهروا تلك الجوانب المبدعة من تراثنا؛ من قبيل: " FNX Omar" و" Amine K" و" Lenny Air" و" Cee ElAssaad" و" Mr ID" وغيرهم. كما توجد طاقات فنية مغربية أخرى صاعدة، أذكر بينها: " Taamy"، "Touzani"، "Nabil Gada"، "Mehdi Aj"، "Simo Moumen".. بماذا يتّسم الأسلوب الذي تنْتهجه في الإنتاج الموسيقي؟ أنتج الأغاني المفعمة بالحيوية التي تعطي شعوراً بالبهجة والحماس، حيث أستعمل آلتين موسيقيتين مغربيتين على الأقل في كل أغنية، من قبيل: القراقب، الدربوكة، الرباب. اشتغلت مع فنانين من جنوب إفريقيا وبوتسوانا وكينيا والمغرب. بالنسبة إلى أغنية " Nayda"، فقد قمنا بتسجيل بعض المقاطع في قبيلة كائنة بشمال تنزانيا. ومن أجل إنجاز قطعة موسيقية، أبدأ بإعداد عناصر الإيقاع (3 إلى 6 إيقاعات)، ثم أضيف إليها الآلات الموسيقية (10 آلات بشكل عام)، حيث كنت أستغرق في هذه العملية من 150 إلى 300 ساعة؛ لكن صرت لا أتعدى الآن ما بين 15-20 ساعة في المقاطع الأكثر تعقيداً. أية مشاريع فنية مقبلة؟ لديّ العديد من الأغاني التي ستصدر بنهاية الموسم الجاري، بمعية أبرز العلامات الموسيقية الشهيرة في مجال "الأفرو هاوس"، بينما توجد أغانٍ أخرى قيد الإنجاز بشراكة مع أفضل الفنانين في العالم؛ لكن أرى أن أفضل أغنية في الفترة المقبلة هي "Imbongi "، التي أعددتها برفقة " Mr Silk"، ونجمة موسيقى جنوب إفريقيا " Lizwi".