راهن الأكراد -منذ بداية الانتفاضة الشعبية في سوريا في مارس 2011- على ما يسمي "الطريق الثالث" في معارضة واضحة لحكومة بشار الأسد، ولكن بدون التحالف مع المتمردين. وحاليا يأتي أكبر تهديد للاستقرار في المناطق الخاضعة لسيطرة أكراد سوريا، من جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة. المقاتلون الأكراد لاعبون أقوياء في الحرب الدائرة في سوريا. ويقول قادتهم إنهم وقعوا بين "الشوفينية التركية التي تسعى إلى مقاطعة أي خطوة نحو الاعتراف بهذا الشعب" على حد قوله، وبين "حلم إقامة دولة إسلامية" الذي تروج له عناصر إسلامية ناشطة في المنطقة. وكالة إنتر بريس سيرفس أجرت مقابلة مع ريدر خليل، قائد وحدات الحماية الشعبية والمتحدث الرسمي باسمها، وهي التي تعتبر جيشا حقيقا برهن علي قدرته على الدفاع عن أراضي شعبه في شمال وشمال شرق سوريا. وخليل هو أيضا محارب قديم لحزب العمال الكردستاني الذي تأسس في تركيا عام 1978. ماهو الوضع الأمني الراهن في المناطق الخاضعة لسيطرة أكراد سوريا؟ منذ 16 يوليو الماضي، وقواتنا تقاتل جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة -كجبهة النصرة، وخاصة الدولة الإسلامية في العراق والشام- وذلك في جميع أنحاء أراضينا...كان القتال عنيفا بصورة خاصة في عفرين وجير سيبي وسريكانيا، لكننا دفعناهم إلي تل كوسر على الحدود بين سورياوالعراق. الكثيرون يرددون أن تركيا تدعم هذه الخلايا الجهادية ما حقيقة ذلك؟ لا شك في ذلك، فمنذ بضعة أيام شاهدناهم وهم يعبرون الحدود من تركيا، بل وتعرضنا للهجوم من قبل مدفعية هذا البلد، كما أن الجنود الأتراك قتلوا إثنين من أعضاء الوحدات. لدينا أيضا مجموعة كبيرة من جوازات السفر لمقاتلين قادمين من مصر وتونس والبحرين، والكثيرين من العراق، وحتى الآن ثلاثة من تركيا (خليل يظهر تلك الوثائق كدليل).. والعديد منهم وراء العشرين هجمة انتحارية التي عانينا منها في عام ونصف عام"، وفقا لقائد وحدات الحماية الشعبية. ماهو السبب في تواجد هذا العدد الكبير من المقاتلين الأجانب في غرب كردستان حيث يكاد تواجد قوات يكون منعدما ويقتصر على وسط القامشلي ومدينة الحسكة؟ هذا يرجع إلى التزامن المؤسف بين أجندتين... أحدهما هي الشوفينية التركية التي تسعى إلى مقاطعة أي خطوة نحو الاعتراف للشعب الكردي في تركياوسوريا أو في أي مكان آخر في العالم، والأخرى هي الإسلاميين الذين يحلمون بإقامة دولة إسلامية. نحن الأكراد نقع وسط هذه الخطط.. ونحن نمثل عقبة بالنسبة لهم، لذلك أصبحنا هدفا أكثر أولوية بالنسبة لنظام دمشق، فإلى جانب المقاتلين الأجانب، أطلق الأسد سراح سجناء في جميع أنحاء البلاد لحشدهم ضدنا.. الحقيقة هي أنه لولا الجهاديين لكان النظام قد سقط منذ زمن طويل. جبهة الأكراد التي هي أيضا وحدة كردية المسلحة لكنها أنشئت أصلا للقتال إلى جانب الجيش السوري الحر والوحدات المسلحة المعارضة الرئيسية، ما هي علاقة وحدات الحماية الشعبية التي تقودها بجبهة الأكراد؟ جبهة الأكراد أنشئت كوحدة كردية إنضمت إلي الجيش السوري الحر في حلب، لكنها عادت إلى كردستان عندما وقعت هجمات ضد الأكراد من قبل الجهاديين والنظام وحتى الجيش السوري الحر، لقد برهنوا على إلتزامهم بالدفاع عن أراضيهم، ولذلك فالعلاقات معهم جيدة. من أين تحصلون على الأموال والإمدادات؟ لدينا دعم اللجنة العليا الكردية، وهو أعلى تنظيم غرب كردستان الذي يضم الحزبين الكرديين الرئيسيين... ويأتي التمويل بشكل أساسي من الرسوم التي نجمعها على المعابر الحدودية تحت سيطرتنا. يقال بأن مقاتلي حزب العمال الكردستاني يعيدون تجميع انفسهم في المناطق الكردية من سوريا بعد انسحاب تركيا؟ هذا ليس صحيحا...لقد برهنا للعالم علي قدرتنا على التعامل مع الوضع بأنفسنا، ولدينا جيش من 45،000 مقاتل، تدرب كل منهم لمدة 45 يوما في مختلف الميادين بالمناطق الكردية، حزب العمال الكردستاني موضع ترحيب إذا جاء... لكن الحقيقة هي أننا لا نحتاج إليه. هل تتوفرون على مقاتلين غير أكراد في صفوف وحدات الحماية الشعبية؟ للإشارة ف35 في المئة من مقاتلينا هم من النساء، أما بخصوص سؤالكم فهناك أيضا عرب وآشوريون وتركمان انضموا إلينا في الدفاع عن أراضينا المشتركة، لقد عشنا معا لعدة قرون وهم يشكلون جزءا لا يتجزأ من كردستان،