أفادت مصادر إعلامية موريتانية، أن منظمة دولية لحقوق الإنسان توصلت بمُلتمسات من جهات صحراوية فاعلة تطالبها بالعمل فورا على فتح تحقيق حول اغتيال مؤسس البوليساريو المغتال بموريتانيا مصطفى السيد، مشيرة إلى أن الملف قيد الدراسة قانونيا وإجرائيا قبل اتخاذ أي قرار. وأكدت نفس المصادر أن الملف مرفق بشهادات ووثائق تؤكد مقتل الوالي في كمين نصب له من طرف عملاء جزائريين في منطقة "أكجوجت" قرب نواكشوط بتواطؤ مع عناصر من البوليساريو لا زالت تتحكم في رقاب الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف. تعليقا على الموضوع، قال البشير الدخيل أحد مؤسسي جبهة البوليساريو العائد إلى أرض الوطن، إن البوليساريو التي تم إنشاؤها سنة 1973 والتي تعني "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمرا ووادي الذهب"، أسست أساسا لإجلاء الاستعمار الإسباني من هذه المناطق آنذاك، وليس من أجل تحرير الصحراء. وزاد المتحدث في تصريح لهسبريس، أن الجزائر دخلت على الخط بعدها عبر لقاءات مع مسؤولين جزائريين سنة 1974 حين استقبلنا من طرف الهواري بومدين ومشاركتنا في " مؤتمر الشبيبة الدولية"، حيث بدأت تهتم بالسيطرة على تلك الحركة الناشئة، خدمة لمصالحها الاستراتيجية والقضاء على العناصر الحية والكاريزمية من امثال الوالي مصطفى السيد مؤسس الجبهة. وخلُص الدخيل، إلى أن الجزائر تريد "البوليساريو الجزائري" وليس "البوليساريو الصحراوي" الذي أسس أساسا لمحاربة الاستعمار الاسباني وإجلائه عن الأراضي المغربية. حيث تم الدفع بالوالي مصطفى السيد لتنفيذ العملية في العاصمة الموريتانية ومن تمت اغتياله، حيث تبين بعدها أن الوالي تم قتله حتى تستطيع الجزائر السيطرة على "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمرا ووادي الذهب" المعروفة ب"البوليساريو". وتساءل البشير الدخيل، عن السر وراء عدم تطلع المغرب وموريتانيا والجزائر وإسبانيا لمعرفة ما جرى آنذاك، والنبش وراء حقيقة مقتل الوالي. جدير بالذكر، أن وثائق تعود للمخابرات العسكرية الجزائرية، كشفت تورُّط الرئيس الجزائري الأسبق الهواري بومدين والحالي عبد العزيز بوتفليقة إضافة إلى شخصيات جزائرية أخرى في مقتل الرئيس المؤسس لجبهة البوليساريو الولي السيد. وتفيد ذات الوثائق أن الولي السيد طالب في آخر حياته بفتح قناة حوار مع الوطن الأم المغرب، من أجل إيجاد حل لمشكل الصحراء المفتعل، ما جعل مسؤولا جزائريا يهدد الولي خلال لقاء جمع الولي برجال مخابرات عسكرية جزائريين بالتصفية إن حاول فتح حوار مع الغاربة، الأمر الذي أبلغه الولي لإبراهيم الحكيم.