كما سبق ودعا في مصر الروائي العلماني يوسف زيدان إلى إفطار رمضان بسبب فيروس كورونا، دعا عندنا في المغرب العلماني المتطرف أحمد عصيد إلى إفطار الشهر الفضيل أيضا؛ وكأنهم تواصوا به! عصيد ارتدى هذه المرة جبَّة الفقيه الديني، ليفتيَ المغاربة أنه يجب عليهم الإفطار في رمضان وعدم الاستماع إلى الخطاب الشعوذي للفقهاء الذي يعارض العلم، لأنه وفق قوله، فأصحاب هذا الخطاب يعتبرون "رمضان علاجا وحلا لفيروس كورونا"، بينما الأطباء، وفق عصيد "يقولون العكس وأنه إذا نشف حلق المواطن هذا يشكل خطرا عليه لأن الفيروس يذهب إلى الجهاز التنفسي بدل الهضمي، ولذلك يجب أن يبقى الحلق مبللا وشرب المواد السائلة السخونة كل ساعة وكل نصف ساعة". المهم بالنسبة لعصيد، كما جل العلمانيين، هو أن يخلق تعارضا بين العلم والدين، هذا مع العِلم أن الدين لا يخالف الطب، والطب لا يقول أبدا بما ادعاه عصيد، حيث أكدت دراسات غربية أن الصوم لأكثر من 14 ساعة يقوي جهاز المناعة، وذلك أحد الأهداف الصحية من الحميات الغذائية الرائجة والمسماة بالصوم المتقطع، والتي تفيد أيضا في تخليص الجسم من السموم. ونظرا لأهمية الصيام بأشكاله المتنوعة من مختلف الجوانب الصحية، فقد انصرف عدد كبير من الباحثين الغربيين إلى دراسة أنماط الصيام المختلفة وأثرها على المناعة. الصوم ومناعة الجسم ضد العدوى: ماذا يقول العلم؟ iframe class="wp-embedded-content" sandbox="allow-scripts" security="restricted" style="position: absolute; clip: rect(1px, 1px, 1px, 1px);" src="http://howiyapress.com/%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d9%85-%d9%88%d9%85%d9%86%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b3%d9%85-%d8%b6%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%af%d9%88%d9%89-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%8a%d9%82/embed/#?secret=tQc0UrqOhm" data-secret="tQc0UrqOhm" width="600" height="338" title=""الصوم ومناعة الجسم ضد العدوى: ماذا يقول العلم؟" — هوية بريس" frameborder="0" marginwidth="0" marginheight="0" scrolling="no" ومن جهتها، كانت توجيهات "منظمة الصحّة العالمية" حول الوقاية من الفيروس واضحة، ولم تتطرق إطلاقا للانقطاع عن الأكل أو الصوم. أضف إلى هذا أن من يطالبون بالإفطار في رمضان من منطلق طبي ليسوا من أهل الاختصاص، لا العلمي ولا الشرعي، وإنما هم أصحاب أيديولوجيا يحاولون تمريرها تحت غطاء العلم، وقناعات لادينية ترفض المرجعية الإسلامية جملة وتفصيلا، بل تعتبرها خرافة ودجل وشعوذة.. فلا ننتظر ممن يحارب كل سنة الصيام وصلاة التراويح أن يتحلى بالنزاهة خلال حديثه عن صوم رمضان في ظل جائحة كورونا، ثم لا أحد يسائلهم أصلا هل يلتزمون بالصيام أم لا، شرط أن يستتروا في بيوتهم ويفعلوا ما يشاؤون كما في كل سنة. تجدر الإشارة إلى أن المراجع الدينية في جل دول العالم الإسلامي أفتت بوجوب صوم رمضان، وفي هذا الصدد أكدت رئاسة الشؤون الدينية التركية، في بيان لها، أن الصيام لا يضعف المناعة لدى الأفراد الأصحّاء، ضد فيروس كورونا، وأنه لا يجوز تعليقها في شهر رمضان المقبل لهذا السبب. كما أفتى الأزهر بوجوب الصيام، وشدد وكيل الأزهر السابق، عباس شومان على أن فتاوى الإفطار خوفا من فيروس كورونا المستجد باطلة، استنادا لقول الله عزّ وجلّ: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ». وكتب عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك": "أهل الذكر في مسألة علاقة الصوم بكورونا هم أهل الاختصاص في الفيروسات والعدوى، وقد اجتمعت لجنة البحوث الفقهية في مجمع البحوث بنخبة منهم مرتين، فأجمعوا على أن جفاف الحلق لا علاقة له بالإصابة بكورونا، وأن شرب الماء على فوائده الصحية الكثيرة لا تقي من الإصابة بالفيروس، وهو نفس ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، ما يعني أنه لا علاقة بين الصيام والإصابة بكورونا". وتابع: "من ناحية أخرى فإن الأبحاث العلمية التي عرضها بعض أهل الاختصاص في الاجتماع أثبتت أن الصوم يقوي المناعة ولا يضعفها، ولذا قرر فقهاء اللجنة أنه لا يجوز الإفطار بسبب كورونا، وإنما تبقى رخص الإفطار على حالها حسب الحالة الصحية، فإذا طلب الأطباء من مرضى كورونا أو غيرهم كالمصابين بمرض السكر في بعض درجاته ونحوهم ممن لا يناسبه الصيام، حيث يزيد من مرضه أو يؤخر الشفاء منه أو يعرضه للموت، فعليهم الإفطار".اه