منتدى: التأكيد على دور الجهات في تعزيز التنمية المستدامة ودينامية الحكامة في إفريقيا

أكد رؤساء جهات ومسؤولون أفارقة، اليوم الخميس بالسعيدية، على دور الجهات كجماعات ترابية في تعزيز التنمية المستدامة ودينامية الاندماج والحكامة بالقارة الإفريفية.
وشدد المشاركون في ورشة ناقشت موضوع "الحكومات المحلية والبيئة المؤسساتية"، ضمن أشغال منتدى جهات إفريقيا الذي تحتضن أشغاله مدينة السعيدية من 8 إلى 10 شتنبر الجاري، على ضرورة تعزيز الريادة الجهوية خدمة للسلم والأمن والحكامة الديمقراطية، وتعزيز الشراكة بين الدولة والجماعات الترابية.
في هذا الصدد، قال حاكم مقاطعة كيسومو ونائب رئيس منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية بيتر أنيانغ نيونغو، أن الجهوية تضطلع بدور كبير في تعزيز الرفاه والعدالة الاجتماعية من خلال توطيد الديمقراطية المحلية والإدماج وتحسين الخدمات.
وأكد السيد أنيانغ نيونغو أن الجهوية تتيح للحكومات المحلية وضع سياسات وبرامج من شأنها الاستجابة للتحديات وتنزيل المقتضيات الدستورية في هذا الشأن، مضيفا أن حكومات المقاطعات في كينيا حققت بفضل هذه السياسات تقدما ملموسا في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي عجزت الحكومة المركزية عن معالجتها.
من جهته، أشار المدير العام للجماعات المحلية في مالي، عبد الرحمان سيسي، إلى أن نهج الجهوية في بلاده تهدف إلى تعزيز ريادة الجهات من أجل تحسين أدائها في تعزيز السلم والأمن والحكامة الديمقراطية والتنمية المستدامة.
وأوضح أن هذا الأسلوب في التدبير المجالي يمكن من إرساء حكامة تحظى بثقة السكان وذلك من خلال إقامة شراكة قوية بين الدولة المركزية والجماعات المحلية قائمة على مبادئ الوحدة الوطنية والتضامن والتكامل.
وأفاد بأن مسار الجهوية في بلاده كلل بإحداث 9 جهات جديدة إلى جانب 10 قائمة، وتنفيذ أزيد من مائة مشروع بصفة مستعجلة، وتطوير المناطق الفلاحية لتعزيز التنمية الاقتصادية وتوفير فرص الشغل، خاصة لفائدة النساء.
من جانبه، أبرز رئيس مجلس جهة الدار البيضاء – سطات، عبد اللطيف معزوز، أن الهدف من الجهوية كأسلوب في تدبير الشأن المحلي هو تأكيد دور الجهة كفاعل رئيسي في التنمية الشاملة والمستدامة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، مشيرا مبرزا أن الجهة أضحت المكان الأمثل لتنفيذ السياسات العمومية والاستراتيجيات القطاعية التي تضعها الدولة.
وفي معرض حديثه عن تجربة المغرب على هذا الصعيد، أكد السيد معزوز أن هذه الأخيرة بدأت تؤتي ثمارها وتسفر عن نتائج جيدة فيما يتعلق بتسريع التنمية بالجهات، مشيرا في هذا السياق إلى تنزيل النموذج التنموي الجديد بفعالية في الأقاليم الجنوبية.
يشار إلى أن منتدى جهات إفريقيا، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بشراكة مع منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية، ومجلس جهة الشرق، وبدعم من المديرية العامة للجماعات الترابية التابعة لوزارة الداخلية، يعرف مشاركة أزيد من 20 دولة إفريقية تعتمد نظاما لامركزيا، وحضور نحو 85 رئيس ورئيسة جهات إفريقية.
ويأتي تنظيم هذا المنتدى في إطار تنزيل مخرجات الجمع العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية خلال الدورة الثامنة لقمة المدن الإفريقية الذي انعقد سنة 2018 بمراكش.
ويشارك في المنتدى، الذي يحضره رؤساء جهات وحكومات فيدرالية، 400 مشارك وخبراء عالميين، لمناقشة مجموعة من المواضيع من أهمها الشراكات جنوب-جنوب، والتنمية المستدامة، والمنافسة الترابية، والتغيرات المناخية، والمرونة الاقليمية، وإدارة الموارد البشرية والمالية.