في ظرف أسابيع قليلة فقط، تحوّل اسم اللاعب المغربي بلال الخنوس إلى أحد أبرز الأسماء الصاعدة في الدوري الألماني لكرة القدم. فمنذ انتقاله إلى نادي شتوتغارت هذا الصيف، نجح اللاعب الشاب في فرض نفسه كأحد أهم اكتشافات الموسم في "البوندسليغا"، وفق ما أورده الموقع الرياضي البلجيكي "فوتبال بريمير". الخنوس، البالغ من العمر 22 عامًا، تخرّج من أكاديمية نادي جينك البلجيكي التي تعد واحدة من أبرز مدارس التكوين في أوروبا، وقد عرف بذكائه التكتيكي وقدرته على التحكم في إيقاع اللعب، قبل أن يخوض تجربة قصيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز، أكسبته نضجًا إضافيًا قبل أن يحط الرحال في ألمانيا.
في شتوتغارت، وجد الدولي المغربي بيئة تناسب أسلوبه القائم على اللعب السلس والتمريرات الدقيقة، وتمكن في ظرف أقل من شهر من تسجيل ثلاثة أهداف حاسمة ساهمت في وضع فريقه ضمن المراكز الأربعة الأولى برصيد 12 نقطة من أصل 18. وبحسب "فوتبال بريمير"، فإن انسجام الخنوس السريع مع الإيقاع الألماني يعكس جاهزيته الذهنية وقدرته على التكيف مع متطلبات كرة القدم الحديثة. ولا يقتصر تأثير اللاعب المغربي على الأداء الهجومي فقط، بل يمتد إلى دوره في صناعة اللعب وبناء الهجمات من العمق، حيث أثبت أنه أكثر من مجرد موهبة واعدة، بل صانع ألعاب قادر على التحكم في مجريات المباراة. ويُنظر إلى تألقه في البوندسليغا باعتباره خطوة جديدة في مسار جيل من اللاعبين المغاربة الذين اختاروا مسارات أوروبية عالية المستوى بعد نجاحات كأس العالم الأخيرة. أما في المنتخب الوطني المغربي، فقد واصل الخنوس تعزيز موقعه في خط الوسط، حيث يعتمد عليه المدرب الوطني في الربط بين الخطوط وإضفاء طابع من الحيوية والانضباط على الأداء الجماعي للفريق. وهو ما يراه المتابعون مؤشراً على نضجه التكتيكي المبكر، وقدرته على الجمع بين المهارة الفنية والمسؤولية الجماعية. وبينما يراه الإعلام البلجيكي نموذجاً لنجاح سياسة التكوين المحلي، يعتبره كثير من المراقبين المغاربة وجهاً جديداً لهوية كروية مغربية شابة تتحدث لغة الاحتراف العالمي بثقة وهدوء. وفي انتظار ما ستكشفه الأسابيع المقبلة من تطور أدائه في البوندسليغا، يبدو أن بلال الخنوس يسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ اسمه كأحد أبرز الوجوه المغربية في الملاعب الأوروبية.