شهدت نهاية الأسبوع المنصرم، وصول حوالي 30 قاصرا مغربيا إلى مدينة سبتةالمحتلة عن طريق السباحة، وهو ما جعل المدينة في حالة تأهب قصوى، في حين نفذت السلطات المغربية عمليات واسعة لتفريق وترحيل مئات المهاجرين الذين كانوا يخططون لمحاولة هجرة جماعية في الأيام القادمة. وأفادت وسائل إعلام بالمدينةالمحتلة أنه وخلال 24 ساعة، تمكن قرابة 30 قاصرا من استغلال الضباب الكثيف بالمنطقة الحدودية، للوصول إلى الثغر المحتل، بشكل فردي وفي مجموعات، كما أن دوريات الحرس الإسباني أنقذت عددا منهم كانوا على حافة الغرق.
وفي مشاهد وثقتها العدسات، ظهرت أم أحد القاصرين وهي تحاول منع طفلها من إلقاء نفسه في البحر، وبالمقابل وثقت الكاميرات، سباحة أم أخرى إلى جانب طفلها، ووصولهما إلى المدينةالمحتلة معا. وذكر الإعلام المحلي أن مدينة سبتة في حالة تأهب قصوى، وأن المحاولات استمرت إلى غاية صباح يومه الاثنين، ووصف الوضع بالحرج والخارج عن السيطرة، منبها إلى ما تخلفه هذه المحاولات بشكل مستمر من وفيات وحالات الاختفاء. ووصف المتحدث باسم حكومة سبتة نهاية الأسبوع الماضي بأنها "يومٌ مُعقّد"، في إشارةٍ إلى الزيادة الكبيرة في وصول القاصرين غير المصحوبين بذويهم. وأوضح أنه منذ صباح يوم السبت، سُجِّلت أعدادٌ قليلةٌ ومُستمرةٌ من الوافدين، وهو ما يُشكّل، وإن كان مُتقطّعًا، ضغطًا على أجهزة الحماية والأمن على الحدود. ولا يزال مئات القاصرين في سبتةالمحتلة، يأملون نقلهم إلى الداخل الإسباني، لتحقيق حلمهم في الوصول إلى القارة الأوروبية، بهدف تأسيس حياة يرون أنها أفضل من المتوفر لهم في المغرب. وفي الجانب المغربي، ووسط دعوات لتنظيم عملية هجرة جماعية نحو سبتة في 15 أكتوبر الجاري، نفذت السلطات العمومية عمليات واسعة خلال نهاية الأسبوع لتفريق وترحيل مئات المهاجرين مغاربة وأجانب. وذكرت وسائل إعلام أن العمليات جرت بتنسيق بين الدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة، في الغابات الواقعة بين طنجة وتطوان، وهي مناطق تستخدم بشكل متكرر كنقاط تجمع قبل محاولات العبور. وقد أُلقي القبض على ما لا يقل عن 400 مهاجر من دول أفريقيا جنوب الصحراء ونُقلوا إلى شرق وجنوب البلاد. وبالمثل، أُلقي القبض على 140 مغربيًا، بينهم 40 قاصرًا، وأُعيدوا إلى مدنهم الأصلية، بما في ذلك بني ملال، وخريبكة، والرشيدية، وتنغير، والدار البيضاء، والرباط، وسلا، والقنيطرة.